نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على منصة فيسبوك، مقطع فيديو بمزاعم (دون تصرّف): “وكيل المرجعية السيّد عبد المهدي الكربلائي يدلي بصوته الآن، رسالة واضحة للجميع بأن المشاركة في الانتخابات واجب ومسؤولية لكل عراقي يريد أن يصنع الفرق". وحصد الفيديو أكثر من 4900 تفاعل في منشور واحد فقط على منصة فيسبوك.

بعد التحقيق من قبل فريق الفاحص، وبالبحث العكسي عن الفيديو عبر محرك غوغل وباستخدام لقطات منه، تبين أنه يعود إلى يوم 10 تشرين الأول 2021، حين أدلى ممثل المرجعية عبد المهدي الكربلائي بصوته للانتخابات البرلمانية التي أجريت آنذاك، ونشر الفيديو من قبل قناة "العراقية الإخبارية" الرسمية. ما ينفي ارتباطه بالانتخابات الحالية.

وبالبحث في محرك غوغل وصفحات العتبات ومكتب المرجعية، تبيّن أنه ليست هناك أي إشارة إلى مشاركة عبد المهدي بالتصويت للانتخابات، كما لم يظهر في مقطع فيديو حديث وهو يدلي بصوته.

ويجدر بالذكر، أن المرجعية الدينية العليا في النجف، أوضحت في وقت سابق لـ"الفاحص" موقفها من الانتخابات، وقال بالنص: “نعم، حسب قناعة المواطن، فإن وجد أن المشاركة أوفق بمصلحة العراق، فليشارك بانتخاب المرشّح الصالح الأمين”.

وانتشر هذا الادعاء المضلل، بالتزامن مع التصويت العام للانتخابات البرلمانية العراقية 2025، في ظل مقاطعة "التيار الوطني الشيعي" وزعيمه مقتدى الصدر للانتخابات، حيث عدّ الادعاء محاولة لتصوير موقف المرجعية على أنها مشاركة بالانتخابات، بينما الواقع هي تركت الخيار للناخب دون أن تدعو للمشاركة أو المقاطعة.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي لوكالة الانباء العراقية (واع)، إن "عمليات العد والفرز اليدوي مستمرة في مراكز الاقتراع"، مبينة أنه "لم تكن هنالك أي معوقات بالعملية الانتخابية". وأضافت، أن "مفوضية الانتخابات لمست تعاوناً كبيراً من المواطنين"، موضحة أن "عملية الانتخابية سارت بيسر وانسيابية عالية". وأكدت، أن "المفوضية لم تسجل أي مشكلات في عمل الأجهزة الالكترونية وكان هنالك لجان فنية لأغراض الصيانة لأي طارئ". ولفتت إلى، أن "المراقبين الدوليون أشادوا بتنظيم العملية الانتخابية في العراق".