تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبرا جاء تحت عنوان "سويسرا تفتخر بأعظم 5 مراجع للشيعة في التاريخ وتؤرشف حياتهم في مكتبتها الوطنية"، ونص الخبر على أن المكتبة ضمنت كتاب "أساطين المرجعية العليا في النجف الأشرف" إلى الأرشيف الإسلامي فيها وتعتمده مصدر رئيس عن المسلمين الشيعة أتباع آل البيت، وكلفت مجموعة من الأكاديميين العراقيين لترجمة الكتاب الى اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية وقالت نفتخر بهؤلاء العظماء". الحقيقة: ادعاء غير صحيح، فمن خلال مراجعة الموقع الرسمي للمكتبة الوطنية السويسرية والبحث داخلها عن الكتاب المذكور ومراجع الدين الذين ذكرهم الخبر، يتضح عدم وجود أي كتاب أو منشور حول الموضوع في موقع المكتبة. كما لم ينشر الخبر إلا على مواقع إلكترونية تابعة لجهة واحدة، وخلت باقي المواقع العربية والانكليزية من الخبر المذكور. باستخدام الكلمات المفتاحية (السيستاني- أساطين المرجعية- النجف- مراجع الشيعة)، باللغة الانكليزية والعربية، والبحث داخل الموقع الرسمي للمكتبة، يتضح عدم وجود مثل هذا الكتاب في الموقع. من خلال البحث في غوغل عن ذات الخبر، ما إذا كان منشورا في مواقع إلكترونية أجنبية، يتضح عدم وجود نتائج مطابقة للخبر المتداول. وتوجد في سويسرا المكتبة الوطنية السويسرية (5.1 مليون مجلد) ومكتبة جامعة بازل ( 3.1 مليون مجلد) هي الأكبر في البلاد. لدى سويسرا أيضا نظام عام شامل يضم 2344 فرعا تضم ما مجموعه 28 مليون مجلد. تشمل المؤسسات المتخصصة الهامة المحفوظات الاتحادية السويسرية ومكتب الأمم المتحدة في جنيف. وكتاب "أساطين المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف"، نشر عام ٢٠١١ من ٤٠٠ صفحة عن دار البلاغ، وهو من تأليف الدكتور محمد حسين علي الصغير، الذي توفي يوم أمس الإثنين، في مدينة النجف عن ٨٣ عاما بعد صراع طويل مع المرض. يذكر أن الصغير هو عالم دين وأكاديمي وشاعر متمرس وخبير في شؤون المرجعيات الدينية، ويعد الصغير مؤسساً للدراسات العليا في جامعة الكوفة التي ترأسها لفترة وجيزة، ونال العديد من الجوائز التقديرية المحلية والعربية، بينها جائزة الرئيس جمال عبد الناصر للدراسات العليا في جامعة القاهرة عام ١٩٦٩ وله مؤلفات دينية وأكاديمية ودواوين شعرية.