مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل فصائل الحشد الشعبي مسؤولة عن اختفاء الصحفي باسم الزعاك؟

هل فصائل الحشد الشعبي مسؤولة عن اختفاء الصحفي باسم الزعاك؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan أعادت منظمة العفو الدولية مؤخراً قضية الصحفي العراقي باسم الزعاك، إلى الواجهة، والذي اختفى في تشرين الأول أكتوبر 2021، بينما كان يبث مقطعًا مباشرًا، لاعتصام جماهير الإطار التنسيقي، احتجاجًا على نتائج انتخابات مجلس النواب. وتتجه أصابع الاتهام صوب فصائل الحشد الشعبي، التي كانت تسيطر على مكان الاعتصام، بحسب ما نقلته المنظمة الدولية عن عائلة الزعاك، حيث طالبت المنظمة السلطات العراقية بـ"الكشف عن مصيره ومكان وجوده، ومحاسبة كل من تتبين مسؤوليته عن اختفائه القسري في محاكمات عادلة".[1] ما قصة الزعاك؟ تعود قضية الزعاك، إلى فجر يوم 24 تشرين الأول أكتوبر 2021، أي بعد أسبوعين على إجراء الانتخابات النيابية، حيث كان الزعاك يتمشى بين خيم اعتصام جماهير الإطار التنسيقي، قرب جسر الطابقين وسط بغداد، وهو ينقل بعض المشاهد في بث مباشر على "فيسبوك"، قبل أن يقترب منه أشخاص لم يظهره التصوير، وبادروا بسؤال: "حجي ويامن تداوم؟"، فرد الزعاك عليهم بكلمة واحدة "ليش؟"، وانقطع بث الفيديو، واختفى الزعاك منذ ذلك الحين دون معرفة مصيره.[2] حاول أصدقاء الزعاك وأقاربه الاتصال به في تلك الليلة وحتى بعد ذلك، ولكن من دون نتيجة، في 26 تشرين الأول أكتوبر 2021، تم تسجيل شكوى رسمية من قبل عائلة الزعاك لدى وزارة الداخلية، ووكالة الاستخبارات، ووكالة الشؤون الاتحادية، وكذلك لدى خلية الإبلاغ عن الاختطاف بوزارة الدفاع ومكتب رئيس الوزراء، لكن من دون فائدة.[3] يذكر أن باسم محمد عبدالله سلمان الزعاك، هو صحفي مستقل وناشط مدني عراقي من مواليد 1962، يعمل لدى وكالة كل العرب في باريس، ولا يزال مصيره مجهولاً.[4] مناشدات العائلة مستمرة والسلطة تتجاهل ولم تنقطع والدة الزعاك، عن المناشدة منذ سنتين، حيث طالبت مستشارية الأمن القومي ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، والكثير من الشخصيات الحكومية والأمنية، بالتدخل، لكن دون استجابة.[5] وبحسب عبدالله الزعاك، نجل الصحفي المختطف، فإن "العائلة تملك أدلة كاملة عن الجهة المسؤولة عن تغييب والده، الذي فقد أثره في موقع محاط بكاميرات المراقبة قرب بوابة المنطقة الخضراء عند الجسر المعلق"، مشيرًا إلى أنّ "رئيس الحكومة لم يستجب لسلسلة مناشدات أطلقتها العائلة للكشف عن مصير والده".[6] أصابع الاتهام تشير إلى أمن الحشد وتتهم منظمة إنهاء الإفلات من العقاب في العراق، مديرية أمن الحشد الشعبي بـ"اختطاف الزعاك"، وبحسب بيان المنظمة التي تواصلت مع عائلة الزعاك والمقربين منه، فإن "شهادات الأشخاص تشير إلى تورط ما تسمى بمديرية أمن الحشد الشعبي في إخفائه، لأنّه مقرب من الحراك الاحتجاجي العراقي لسنوات عديدة حسب وصفهم".[7] وعلى مستوى التحرك الحكومي، فقد سبق لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، أن خاطب هيئة الحشد الشعبي بالنظر في موضوع "اختفاء الصحفي باسم الزعاك، بالتزامن مع مظاهرات الإطار التنسيقي خلال الاعتراض على نتائج الانتخابات"، بحسب وثائق تداولتها وكالات محلية.[8] ورغم المناشدات الكثيرة من المنظمات الدولية والمحلية والناشطين وعائلة الزعاك، إلا أنه لم يصدر أي توضيح أو تعليق من رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، أو من هيئة الحشد الشعبي.[9] الزعاك ليس المغيب الوحيد والزعاك ليس المختطف الوحيد ضمن قائمة الصحفيين المغيبين، حيث سجلت منظمات مختصة، في 9 مارس 2020، اختطاف توفيق التميمي، الصحفي في جريدة الصباح الرسمية، من قبل مسلحين في حي أور، شرقي العاصمة بغداد، أثناء ذهابه إلى العمل، حيث لا يزال مكان وجوده ومصيره مجهولين. ويأتي اختطاف التميمي، بعد يومين فقط من نشره تغريدة، تساءل فيها عن مصير مازن لطيف، زميله الناشر والصحفي الذي يعمل معه في شبكة الإعلام العراقي الرسمية، والذي كان قد قد اختطف قبل 37 يوما، ولم يعرف مصيره حتى الآن. ومازن لطيف، كاتب وإعلامي، من مواليد بغداد 1971، شغل منصب رئيس تحرير مجلة "نهراي" المهتمة بالذاكرة والتراث العراقي، كما أصدر مجموعة مؤلفات[10] ورغم مرور نحو أسبوعين على مناشدة منظمة العفو الدولية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في الكشف عن مصير الصحفي الزعاك، إلا أنه لم يصدر أي تعليق أو رد حكومي حول الزعاك او مازن لطيف وتوفيق التميمي.