مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل قرار البصرة بمنع الاختلاط في ماراثونه للذكور فقط مبرر بالقيم الدينية؟

هل قرار البصرة بمنع الاختلاط في ماراثونه للذكور فقط مبرر بالقيم الدينية؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan أصدر محافظ البصرة بالوكالة، محمد طاهر التميمي، الأسبوع الماضي، قرارًا بمنع "الاختلاط بين الجنسين" في ماراثون البصرة، وإقامته للذكور فقط، مبررًا ذلك بـ"الحفاظ على القيم الدينية والأعراف الاجتماعية".[1] جاء قرار المنع بعد تهديد عدد من رجال الدين في بيان صدر عمّا يُعرف بـ"تجمع رجال الدين والمواكب الحسينية" على لسان صالح الجيزاني التابع لـ.ـعـ.ـصائب أهـ.ـل الحـ.ـق، جاء فيه: "نطالب بإلغاء هكذا مشروع وبالسرعة الممكنة وإلا سيرون منا موقفًا آخر ولا حين مندم"، بعد أن وصف مشاركة النساء في الماراثون بـ"الطامة التي يراد إقامتها لجعل نساء البصرة تخرج من عفتها وشرفها إلى الابتلاء والسقوط في مكائد الفاسدين بحجج الرياضة والانفتاح المنحرف". [2] عقب ذلك، أصدرت صفحة "ماراثون البصرة" بيانًا مقتضبًا بأن "الماراثون سيكون للذكور فقط"، بناءً على تعليمات محافظ البصرة وكالة محمد طاهر التميمي. [3] أثار القرار ردود فعل رافضة له على وسائل التواصل الاجتماعي [4]. ورغم صمت المنظمات النسوية في العراق عليه [5] إلا أن الناشطة النسوية بخشان زنكنة، وصفت القرار بأنه "يعبر عن وضع المرأة العراقية بشكل عام. وقالت زنكة لموقع الحرة [6] إن القرار يعبر عن التضييق الذي تتعرض له المرأة العراقية، ويمثل القرارات التي تصدر وتصب كلها ضد قضايا المرأة وضد الحياة المدنية في البلاد. لكن زهراء عبدالرضا السلمي، عضوة مجلس محافظة البصرة عن كتلة الصادقون التابعة لـلـ.ـعـ.ـصائب أهـ.ـل الحـ.ـق، بررت قرار المنع بأن الماراثون "من الرياضات الغربية التي تنافي الطابع الشرقي للنساء"، مضيفةً: "المرأة الشرقية تختلف عن نظيرتها الغربية من حيث العادات والتقاليد وعرف الشريعة الإسلامية، لذلك رفضنا مشاركة المرأة في هذا الماراثون لأنه يناقض أعرافنا وتقاليدنا". وكذلك معاون محافظ البصرة، حسن النجار، أكد أن "الحكومة المحلية والمجتمع البصري والإسلام أيضًا يشجع على الرياضة بشكل عام، لكن هناك أعراف عشائرية وتقاليد اجتماعية في البصرة وعموم العراق تختلف عن ما موجود في الدول الأخرى، وخاصة فيما يتعلق باحترام العادات والتقاليد المعنية بالمرأة".[7] رغم "تمكين المرأة" الرياضة في العراق للذكور فقط هذه ليست المرة الأولى من نوعها، إذ سبق منه إشراك النساء في بطولات رياضية، مثل بطولة كمال الأجسام. ففي أيار مايو 2023 أصدر رئيس الاتحاد ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي، فائز عبد الحسن، قرارًا بمنع مشاركة النساء في البطولة، قائلًا: "لا ديننا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا تسمح بإشراك المرأة العراقية في مسابقات خاصة باللعبة ينظمها الاتحادين الدولي والآسيوي"، مضيفًا: "الحياء والحفاظ هو أسمى من كل الاعتبارات ومن مشاركة النساء بهذه الفعالية التي خصصت الرجال".[8] إلى جانب ذلك، لا توجد كرة قدم نسوية في العراق بسبب "الأعراق والتقاليد"، إذ سبق أن أوضح مدير عام دائرة التربية في وزارة الشباب والرياضة، موفق عبد الوهاب أن "الأعراف والتقاليد المجتمعية ساهمت إلى حد كبير في تعطيل مسيرة كرة القدم النسائية في العراق". [9] يحدث ذلك رغم وجود إدارة بوزارة الشباب والرياضة لـ"تمكين المرأة"، وقسم بالوزارة للرياضات النسوية. ومع ذلك، تمثل "التقاليد والأعراف" وطرق اللبس عائقًا أساسيًا أمام تمكين المرأة العراقية في الرياضة. تقول ماجدة حيدر، مديرة قسم تمكين المرأة في وزارة الشباب والرياضة إن من القيود والعقبات التي تقف في طريق النساء اللواتي يرغبن في ممارسة الرياضة، هي الملابس المخصصة للرياضة. [10]