تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لبقرة بيضاء مميزة، مع تعليق نصه: "الهند تعلن البقرة "ياموشا" رب لعـبادتها!!، بعد شرائها بقيمة 1.3 مليار دولار. الحقائق الصورة مضللة، إذ أنها تعود للبقرة الأغلى بالعالم، والتي بيع ثلث قيمتها في مزاد بالبرازيل العام الماضي بقيمة 1.44 مليون دولار، أي أن القيمة الإجمالية لتلك البقرة بلغ 4.3 مليون دولار حتى الآن. ولم تعلن الهند عن اتخاذها إلهًا خلال الفترة الأخيرة، كما أن الهندوس في الهند يقدسون البقرة بصفتها رمزًا للحياة والخصوبة لكنهم لا يعبدونها كما يشاع. من خلال البحث عن مصدر الصورة، يتضح أنها سبق وتم تداولها بشكل واسع في تموز/يوليو 2023، وترتبط يمزاد في البرازيل لبيع البقرة بقيمة إجمالية وصلت 4.3 ملايين دولار.[1] وخلال آذار مارس الماضي، تمت إعادة نشر نفس الخبر حول البقرة وتفاصيل عن قيمتها السوقية، التي اشتهرت بأنها أغلى بقرة بالعالم.[2] والبقرة من أبقار "نيلوري"، وهي سلالة تتميز بفرائها الأبيض اللامع، مع حدبة منتفخة فوق أكتافها، ولديها مقاومة عالية وبشكل طبيعي لدرجات الحرارة المرتفعة، وذلك بفضل جلدها الرخو المتدلي، وامتلاكها لغدد عرقية أكبر بنسبة 30% من تلك المتواجدة في العديد من السلالات الأوروبية، وفقا لجامعة ولاية أوكلاهوما الأمريكية. ونشأت هذه السلالة في الهند، وسميت باسم منطقة نيلور الهندية في ولاية أندرا براديش، ولكنها تعد الآن واحدة من أهم السلالات في البرازيل، ويرجع ذلك أساسًا إلى صلابتها وقدرتها على النمو بتناول علف رديء الجودة، بالنظر إلى ما تملكه من تمثيل غذائي فعال.[3] وبحسب مواقع هندية، مثل موقع "times of india"، فإن موطن البقرة الأصلي هو الهند، ولكنها أصبحت واحدة من أهم السلالات في البرازيل. وسميت هذه الماشية على اسم منطقة نيلور الهندية. تنحدر السلالة المعروفة علميًا باسم "Bos indicus"، من الماشية "Ongole" في الهند، والتي اشتهرت بقوتها وقدرتها على التكيف، وقد وصل أول زوج من ماشية أونغول إلى البرازيل على متن سفينة في عام 1868.[4] وحققت البقرة نيلوري، رقمًا قياسيًا من حيث السعر في البرازيل، فيما تعتبر البرازيل المصدر الأول للحوم البقر في العالم منذ بدأت الصين في الاستيراد من هناك، إثر تفشي حاد لحمى الخنازير الأفريقية التي أودت بحياة 28% من عدد الخنازير في البلاد.[5] وتحتل الأبقار مكانة مرموقة في الديانة الهندوسية، وفي الأساطير الهندية القديمة يُطلق على البقرة اسم كمذنو، أي "مانحة كل الأمنيات". وعكس الشائع، فالهندوس لا يعتبرون الأبقار آلهة يجب أن تُعبد، ولكنهم يعتبرون الأبقار رمزًا للعطاء والحب، ويجب أن تُحترم وتُبجل، ففي العقيدة الهندوسية البقرة هي رمز الحياة، رمز الأرض، رمز الأم، ورمز السلام مع الطبيعة. [6] ومن خلال مراجعة الموقع الرسمي لصحيفة الهندوس الرسمية، لم يتم العثور على أي صور أو خبر حول شراء أغلى بقرة بالعالم من أجل عبادتها، كما شاع في عبر بعض الحسابات والصفحات.[7]