مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
الكاتب
SaheehNewsIraq
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو فتاة ترقص على المسرح أثناء حفلة للفنان راغب علامة مع تعليق: "رقص جميل ومبهر لسمو الأميرة نيرة سعود ناصر الصباح في حفلة راغب علامة في الكويت".
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ أن الفتاة التي ترقص في المقطع ليس "الأميرة نيرة"، بل إحدى معجبات الفنان راغب علامة، والحفلة ليست في الكويت بل في مدينة باريس.
ويظهر البحث العكسي، أنّ الفيديو يعود إلى حفلة في العاصمة الفرنسية باريس، على مسرح "لو غراند ريكس" أقامها الفنان اللبناني راغب علامة، في آذار مارس الماضي.[1]
وأثناء الحفل تحدث راغب علامة إلى الفتاة ودعاها إلى مشاركته الرقص على المسرح، وسألها عن جنسيتها، وأجابت أنّها من تونس.
وتزامن نشر الفيديو مع ذكرى غزو العراق، صباح الثاني من آب من عام 1990، حين اتجهت القوات العراقية عبر الحدود إلى الكويت وسيطرت على العاصمة تغلبت على القوات الكويتية صغيرة العدد نسبيًا، وغادر الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير الكويت السابق، إلى السعودية.[2]
وبعد شهرين من الغزو، وقفت نيرة أمام لجنة حقوق الإنسان في الكونغرس الأمريكي وقدمت شهادة بوصفها "ناجية كويتية"، عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وادعت حينها أنّها كانت كانت متطوعة في إحدى المستشفيات أثناء الغزو، دون أن تعلن هويتها بدعوى حماية عائلتها في الكويت، وقال إن الجنود العراقيين اقتحموا المستشفيات، "وفصلوا خراطيم الأكسجين عن حضّانات الأطفال الرضع، وسرقوا الحضّانات وتركوا الرضع فريسة للموت على الأرض الباردة".[3]
وسرعان ما انتشرت قصة الحضّانات وترددت على لسان شخصيات بارزة، وتبنتها منظمة العفو الدولية، وكانت أحد ركائز التصويت لصالح التدخل العسكري في الكويت ضد العراق، ثم ذكرها الرئيس الأميركي آنذاك، جورج بوش الأب، في إحدى خطاباته المنددة باجتياح الجيش العراقي للكويت.[4]
وبقيت هوية "الناجية الكويتية" غامضة حتى عام 1992، حين تبين أن قصة الحضّانات غير دقيقة، وأن الناجية التي تحدثت أمام الكونغرس لم تكن في الكويت وقت الاجتياح العراقي، واتضح أنّها تُدعى نيرة ناصر آل صباح، ابنة السفير الكويتي في الولايات المتحدة، وأن الشهادة بأسرها كانت جزءًا من حملة دعائية استهدفت حشد التأييد للتدخل العسكري في حرب الخليج.[5]
كما تبين أنّ وصولها إلى لجنة حقوق الإنسان في الكونغرس جرى عن نائب رئيسها، وعضو الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا في ذلك الوقت، توم لانتوس، إذ كشفت التحقيقات أن لانتوس كان على علم بحقيقة هوية نيرة، وأنه حجبها عن أعضاء اللجنة، دون أي دليل حادثة سرقة الحضانات، فيما قال السفير الكويتي، في حوار لهيئة الإذاعة الكندية، عام 1992، إن إخفاء هوية ابنته كان بهدف سلامتها، وإنها لم تكن مهمة بقدر أهمية القصة، التي أصر على صحتها.[6]
لكن تقارير استقصائية متوالية أكّدت أن الشاهدة تلقت تدريبات في مواجهة الجمهور وطريقة الإلقاء، عن طريق إحدى شركات العلاقات العامة، وتبين أن رئيس هذه الشركة هو نفسه كبير العاملين في البيت الأبيض آنذاك، كريغ فولر، ثم كُشف عن أن الشركة هي ذات الشركة التي تدير حملة تدعمها الحكومة الكويتية، تحت اسم "مواطنون من أجل الكويت الحرة"، تهدف لحشد الدعم، وتعبئة الرأي العام لصالح الكويت في حربها ضد العراق.[7]