نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من المشاهد مع الادعاء أنها حديثة، لاحتجاجات "جيل زد 212" الجارية في المغرب. يوضح مرصد كاشف في هذا التقرير صحتها.

أولاً: مقطع فيديو يظهر فيه أشخاص يحملون علم المغرب داخل مبنى، مرفقًا بالوصف التالي: "اقتحام القصر الملكي والشعب يطالب بإسقاط الملك الخائن".

تحقق مرصد كاشف من صحة مقطع الفيديو من خلال البحث العكسي عبر محرك google ووجد أنه قديم والادعاء مضلل. نشرت جريدة Hespress الفيديو على منصة اليوتيوب بتاريخ 27\12\2017 مرفقًا بالوصف التالي: "مسيرة ضخمة لساكنة جرادة تطالب ببديل عاجل لمنجم الفحم". كما أم المبنى الذي يظهر في الفيديو يعود لبلديّة في جرادة وليس القصر الملكي.

ثانيًا: مقطع فيديو يظهر فيه انفجارًا كبيرًا مرفقًا بالوصف التالي: "أنباء عن تفجير مركز شرطة في #أكادير، وانشقاق ألوية من الجيش الملكي… وهروب العائلة الملكية".

تحقق مرصد كاشف من صحة مقطع الفيديو من خلال البحث العكسي عبر محرك google ووجد أنه قديم ويعزد لانفجار لمستودع غار في المغرب. حيث انتشر الفيديو على حساب Maane Tv - معا تيفي‏ على منصة اليوتيوب بتاريخ 22\12\2022 مرفقًا بالوصف التالي: "اهتزت مدينة المحمدية قبل قليل من مساء يوم الخميس 22 دجنبر على وقع انفجار مهول تسبب في حريق كبير على مستوى شاطئ لافاليز بجانب خزانات مصنع أنابيب الغاز تابع لشركة “إفريقيا غاز".

كما ونشر تلفزيون العربي مقطع فيديو من زواية أخرى بتاريخ 23\12\2022 مرفقًا بالوصف التالي: "انفجار ضخم في مستودع لتخزين الغاز يهز مدينة #المحمدية شمالي #المغرب".

ثالثًا: مقطع فيديو يظهر فيه حشد كبير من المواطنين مرفقًا بالوصف التالي: "المغرب احتجاجات تخرج عن السيطرة في المغرب".

تحقق مرصد كاشف من صحة مقطع الفيديو من خلال البحث العكسي عبر محرك google ووجد أنه قديم. نشره حساب يدعى Vallongoat89 على منصة اليوتيوب بتاريخ 27\8\2025 مرفقًا بالوصف التالي: "القنيطرة نايضة حضور خيالي في حفل سعد المجرد".

يجدر بالذكر أن مدينة القنيطرة، نظمت مهرجان القنيطرة 2025 الذي امتد لأربع أيام من تاريخ 23 إلى 26 آب 2025، تحت شعار "القنيطرة... فضاء للتنوع والإبداع"، بمشاركة مجموعة من النجوم المغاربة والعرب.

رابعًا: مقطع فيديو يظهر فيه اعتداء عناصر من الشرطة على مجموعة من المتظاهرين، مرفقًا بالوصف التالي: "مظاهرات عنيفة في المغرب يقابلها العنف من السلطات".

تحقق مرصد كاشف من صحة مقطع الفيديو من خلال البحث العكسي عبر محرك google ووجد أنه قديم. الفيديو نشرته وكالة sputniknews بتاريخ 24\3\2025 مرفقًا بالعنوان التالي: "تتصاعد الاحتجاجات الحاشدة في تركيا مع قيام الشرطة بتفريق المتظاهرين واعتقالهم".

كما ونشره موقع serbestiyet بتاريخ 24\3\2025 وأشار أنه يوثق "اعتداء عناصر من الشرطة ضد حشدٍ تجمع في ساراتش خانة احتجاجًا على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو".

خامسًا: مقطع فيديو يظهر فيه انتشار لدبابات عسكرية وسط الشوارع، مرفقًا بالوصف التالي: "المغرب خروج الجيش لفك المظاهرات".

تحقق مرصد كاشف من صحة مقطع الفيديو من خلال البحث العكسي عبر محرك google ووجد أنه قديم. نشره حساب يدعى مغربي في إسبانيا على منصة اليوتيوب بتاريخ 23\3\2025 مرفقًا بالعنوان التالي: "الجيش في حي سيدي يوسف بن علي مراكش".

يشار إلى أنه للاسبوع الثاني على التوالي تتواصل الاحتجاجات في المغرب، والتي اندلعت بتاريخ 27 أيلول 2025، وتقودها حركة شبابية لا مركزية تُعرف باسم "جيل زد 212"، جاءت عقب وفاة ثماني نساء حوامل في مستشفى بمدينة أكادير، في حادثٍ أثار موجة غضبٍ شعبي واسعة ضد تدهور الخدمات الصحية وتفشي الفساد وغلاء المعيشة. واتسعت رقعة الاحتجاجات منذ ذلك الحين لتشمل مدنًا كبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، فاس، وطنجة، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب بالإصلاح السياسي والاجتماعي وتحسين أوضاع الشباب وتوفير العدالة الاقتصادية. ومع الأيام الأولى من الشهر الحالي، تحولت بعض المسيرات إلى مواجهات عنيفة، تخللها حرق سيارات ومبانٍ حكومية في بعض المناطق.

في المقابل، ردت السلطات المغربية بتعزيز الوجود الأمني في المدن الكبرى، وأطلقت بيانات رسمية تؤكد تفهمها لمطالب المحتجين مع التحذير من "أعمال الشغب". ووفق المعطيات الصادرة حتى مطلع تشرين الاول 2025، قُتل ثلاثة متظاهرين في مدينة القليعة خلال اشتباكات مع قوات الأمن، فيما أُصيب نحو 23 شخصًا من المحتجين وأكثر من 300 عنصر من رجال الأمن، كما تم اعتقال ما لا يقل عن 400 شخص بحسب بيانات وزارة الداخلية. بينما تشير منظمات حقوقية إلى أن العدد الفعلي للمعتقلين قد يتجاوز الألف. وأفادت التقارير أيضًا بتضرر أكثر من 140 مركبة حكومية وعدة منشآت عامة وخاصة، في وقت دعت فيه الحكومة إلى "الحوار وضبط النفس"، وسط استمرار الاحتجاجات التي تعكس غضبًا اجتماعيًا متصاعدًا بين فئة الشباب.