مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
نشر المعارض السوري عضو الائتلاف المعارض، جورج صبرا، بتاريخ 18 أبريلنيسان، صورة تظهر طفلاً يقفز فوق جثث في قاعة تضم العشرات من الجثامين.
فيما ظهرت على الصورة هاشتاغ لا للتطبيع مع المجرم الأسد، باللغتين العربية والإنكليزية.
وبدا أن تداول الصورة جاء في سياق استنكار نشطاء وأطراف من المعارضة السورية، للانفتاح العربي على الرئيس السوري وحكومته.
وحظيت الصورة في حساب صبرا بتفاعل العشرات من رواد مواقع التواصل، وأعاد بعضهم نشرها.
تحرى فريق الحقيقة، وأظهر البحث، أن صحيفة النهار اللبنانية سبق أن أجرت بحثاً بتاريخ 14 شباطفبراير 2022 عن الصورة الأصلية، وتوصلت إلى أن موقع وكالة نشر الصورة في 27 أيارمايو 2003، مرفقة بالشرح: المسيب، العراق: طفل عراقي يقفز فوق مجموعة من الرفات في مدرسة، حيث تم جلب جثث من مقبرة جماعية اكتشفت في الصحراء في ضواحي المسيب، على بعد 50 كلم جنوب بغداد، في 27 أيار 2003 في العراق.
وأضافت الوكالة: بقي الناس يبحثون منذ أيام عن بطاقات هوية أو أدلة أخرى بين الهياكل العظمية في محاولة للعثور على رفات أفراد من أسرتهم، وبينهم أطفال، من المقبرة التي يقول سكان محليون إنها تحتوي على رفات مئات الشيعة الذين أعدمهم نظام صدام حسين بعد انتفاضتهم في أعقاب حرب الخليج عام 1991.
وكان نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي من السوريين قد تداولوا الصورة مطلع شباطفبراير 2022، مرفقة بعبارة تقول: 1000 طفل قُتِلوا في ليلة واحدة في دمشق بسلاح محرم دولياً هو غاز السارين والكيماوي
ويوضح البحث أن الصورة تعود للمصور ماركو دي لاورو غيتي إيماجز.
في النتيجة: يبدو أن المعارض السوري أعاد تداول صورة بوستر، ونسبها إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها الحكومة السورية خلال سنوات النزاع، إلا أن الصورة تعود لضحايا النظام العراقي السابق، دفنوا في مقبرة جماعية جنوب العاصمة العراقية بغداد.
تداولت وسائل إعلام كردية في سوريا والعراق، إلى جانب نشطاء وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في 15 و16 من نيسانأبريل 2023، خبراً يفيد بإطلاق اسم كردستان على شارع في بلدة بمقاطعة كاتالونيا الإسبانية، دون ذكر المصدر أو تفاصيل شاملة.
ونشرت الجهات التي تداولت الخبر، أكثر من صورة مرفقة ليافطة تحمل عبارة مكتوبة باللغة الكتالانية، نقلتها بعض وسائل الإعلام إلى العربية، بما معناه: شارع كردستان، شعب في جنوب غرب آسيا، لغته من أصول هندأوربية، مقسم بين تركيا وإيران والعراق وسوريا وأرمينيا، ومستمرون في نضالهم من أجل الاستقلال.
لكن صحفيين شككوا في أن يكون الحدث جديداً، وأن رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوه عام 2012.
فهل صحيح أن الخبر يعود لوقت سابق؟ وكيف أعادت وسائل إعلام نشر الصورةالخبر دون معلومات وافية؟
تحرى فريق حقيقة الأمر، فأظهرت نتائج البحث أن الصورة صحيحة، وأن هناك شارعاً باسم كردستان يقع في بلدة ساباديل الإسبانية، كما أن ناشطاً كردياً عراقياً، نشر تسجيلاً مصوراً عن الشارع على قناته في موقع يوتيوب.
وعبر استخدام تقنية البحث العكسي عن الصورة، كانت أقدم نتيجة، توصل إليها الفريق، لتداول الخبر على موقع فيسبوك، تعود لتاريخ 25 آبأغسطس 2012، على الرابط التالي:
كما أظهر البحث أن الخبر متداول باللغة التركية، وبالصيغة ذاتها التي تداولتها وسائل الإعلام الكردية.
لكن رغم التداول الواسع للخبر والصورة المرفقة، مؤخراً وفي العامين 2017 و 2012، إلا أن الخبر والمنشورات لم تكن توضح متى كانت التسمية؟، ومن الجهة المباشرة التي اسمت الشارع، و ما سبب إطلاقها لهذه التسمية؟
بمتابعة البحث عبر استخدام اللغة الإسبانية، تبين أن صحيفة الرائدة في كتلانيا، نشرت خبراً على موقعها الإلكتروني، بتاريخ 27 آذارمارس 2017، يتمحور حول سبب اهتمام فضائية كردية بتسمية شارع في بلدة ساباديل باسم كردستان.
ويشير الموقع إلى أن الشارع يقع في حي يسمى كان كامبوس ú ، وهو حي يضم شوارع أخرى سميت بأسماء مناطق، كالتيبت والصحراء الغربية.
ويكشف الموقع أن المصادقة على خارطة شارع كردستان تمت في 28 حزيران 2000 في إطار تمدين هذا الحي الواقع غربي البلدة.
وينقل الموقع عن مستشارة الثقافة في ساباديل، مونتسيرات شاكون قولها إن تسمية الشوارع بهذه الأسماء هو انعكاس ليس فقط لتاريخ وثقافة وتقاليد المدينة، ولكن هي أيضاً مساحة للتعبير عن رغباتنا واهتماماتنا وقيمنا.
وتضيف شاكون: ليس من المستغرب أن يكون لبلدية ساباديل الكاتالونية شارع مخصص باسم كردستان، في وقت نتشارك فيه مع الكرد، الافتقار إلى دولتنا مستقلة.
ويشير موقع الصحيفة إلى أن معجم التسميات في بلدة ساباديل يضم أسماء مناطق وبلدان أخرى أو حتى شخصيات دافعت عن الحرية والكرامة الإنسانية.
استعان فريق أيضاً بمصدر كردي سوري، كان مقيماً في إسبانيا لـ 8 سنوات، للتحقق أكثر من المعلومات، فأضاف أن الشارع لا يعد من الشوارع الرئيسية في البلدة، التي تضم أسماء لمناطق وشعوب تطالب بحقها في تقرير المصير، وأن أول انتشار لصورة يافطة الشارع، على مواقع التواصل الاجتماعي يعود إلى عام 2012، وأن إعادة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وتحولها إلى ترند، يتم بين فترة وأخرى.
في المحصلة توصل فريق إلى جملة من النتائج:
تعود تسمية شارعٍ باسم كردستان في بلدة ساباديل الإسبانية إلى عام 2000.
جاء ذلك في إطار مخطط لتوسيع البلدة التي تقع شمال غرب مدينة برشلونة الإسبانية.
بلدية ساباديل اسمت الشارع باسم كردستان في وجه للتضامن الرمزي مع الشعب الكردي، على اعتبار أن الكتالان يمتلكون أيضاً نزوعاً لإنشاء كيان مستقل.
شارع كردستان من الشوارع الفرعية في حي غرب البلدة، يضم شوارع أخرى مماثلة تحمل أسماء بلدان ومناطق كالتيبت والصحراء الغربية.
لم تشر غالبية المصادر التي تداولت الخبر والصورة المرفقة إلى المصادر التي اعتمدتها في النشر، وهو ما يعد إغفالاً للمصدر.
نشرت وسائل الإعلام الكردية الخبر والصورة، على أساس أن الحدث جديد، معتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي دون التحقق من صحته أو مصدره، أو حتى الإجابة بما يكفي عن الأسئلة الستة التي يحتاجها تحرير الخبر ليغدو مكتملاً وأكثر قابلية للنشر، بالتالي نجد أن الخبر غير مكتمل السياق وأن نشره يعد ضرباً من التضليل.
تحت عنوان العراق تجدد التزامها بدعم عودة سوريا إلى محيطها العربي، نشرت وكالة صدى الواقع السوري والتي تنشط في شمال شرقي سوريا، في 12 نيسانأبريل 2023، خبراً عن جهود إعادة الحكومة السورية إلى جامعة الدول العربية.
الرابط
لكن وسائل إعلام روسية كانت قد نشرت، الخبر بفقرات متطابقة، قبل ساعات من نشره على موقع وحساب وكالة فدنك.
فهل أغفلت الوكالة ذكر مصدر الخبر الحقيقي، ونشرته باعتباره من إعداد فريقها؟
تحرى فريق حقيقة الأمر، ليجد أن الخبر المنشور على موقع الوكالة يتطابق في خمس فقرات من بدايته مقدمة وأربع فقرات لاحقة مع خبر نشره موقع روسيا اليوم، فيما تتطابق الفقرات الأربعة اللاحقة مع خبر نشرته وكالة سبوتنيكعربي الروسية.
الرابط 1
الرابط 2
وبعد العودة إلى الخبر المنشور في موقع روسيا اليوم، تبين أن الموقع أورد مصدرين لخبرها هما: سانا أ ف ب
وأظهر البحث أن خبر وكالة سبوتنيكعربي هو خبر أصيل من إعداد فريقها، وكانت قد نشرته أولاً، بتاريخ 11 نيسانأبريل 2023 من ثم تداولته وسائل إعلام عربية.
الرابط 1
الرابط 2
في النتيجة، أغفلت وكالة صدى الواقع السوري مصدري خبرها المشار إليه، ونسبت الخبر إليها عبر تحرير عنوان من جانبها، ومن ثم إضافة فقرات من خبرين مستقلين، وهو ما يعتبر ضرباً من التضليل وفق معايير
نشرت وكالة صدى الواقع السوري التي تنشط في مناطق شمال شرقي سوريا، في 12 من نيسانأبريل 2023، خبراً عن دوري أبطال أوروبا لكرة القدم تحت عنوان ربع نهائي أبطال أوروبا: مان سيتي يصعق البايرن بالثلاثة.
الرابط
لكن موقع صحيفة الشرق الأوسط نشر خبراً بالعنوان ذاته، كما تطابق العنوان الثانوي في الخبرين.
إنتر ميلان أسقط بنفيكا البرتغالي بثنائية على أرضه «ذهاباً»
فهل أغفلت الوكالة ذكر المصدر الحقيقي للخبر، ونشرته على أنه من إعداد فريقها؟
تحرى فريق حقيقة الأمر، ليجد أن الخبر المنشور على موقع الوكالة يتطابق تماماً مع الخبر المنشور في موقع صحيفة الشرق الأوسط سواء من حيث المتن أو العنوانين الرئيسي والفرعي.
الرابط
وأظهر البحث أن الخبر في موقع صحيفة الشرق الأوسط هو خبر أصيل من إعداد فريقها.
في النتيجة، أغفلت وكالة صدى الواقع السوري مصدر الخبر، ونسبته إلى نفسها، ما يعد ضرباً من التضليل وفق معايير .
اجتاح مقال تحت عنوان ألغاز زلزال تركيا وحرب العالم الخفي في الـ9 و10 و11من شباط فبراير 2023، مواقع التواصل الاجتماعفيسبوك و تويتر وعدد من المواقع العربية من بينها مواقع تنشط في شمال وشرقي سوريا.
ويدور حول فرضية أن الزلزال الذي ضرب مناطق في جنوبي تركيا وشمالي سوريا في الـ6 من الشهر ذاته، قد يكون بفعل مشروع هارب الأمريكي أو ما يسمى بمشروع الشفق النشط عالي التردد ألاسكا ١٩٩٧ .
ونُسِبَ المقال مع تداوله، إلى أكثر من شخص، منهم رضوى مصطفى الشاذلي، التي تعرف عن نفسها كإعلامية مصرية.
رابط نشر في 9 شباط فبراير 2023
كما نسب موقع آخر المقال إلى الكاتب الصحفي المصري عبدالحليم قنديل.
رابط: نشر في 11 فبراير 2023 4:08 م
بينما تكرر اسم الدكتور جوزيف مجدي، وهو كاتب مصري أيضا.
كما في الرابطين التاليين: رابط 1
رابط 2
ومع تداوله بشكل متكرر، أثار المقال مجموعة تساؤلات، حول كاتبه الحقيقي أولاً و مصدره ثانياً و حول مضمونه ثالثاً ؟
تحرى فريق حقيقة المقال، فأظهر البحث العكسي، أن أقدم نسخة منشورة للمقال كان في حساب على موقع فيسبوك، وهو حساب يعرف عن نفسه بأنه كاتب ومحلل سياسي، يقيم في القاهرة، وأظهر البحث أن الحساب نشر المقال على الرابط: رابط المقال في 7 شباطفبراير في الساعة 5:04
كما يظهر البحث أن الحساب ذاته، نشر يوم الخميس 9 شباط فبراير الساعة 2:17م مقالاً ثانياً جاء كجزء مكمل للمقال ذاته.
رابط: رابط المقال
ويظهر البحث أيضا أن موقع الرسالة المصري الكندي، نشر المقال بتعليق من رئيس تحريره الذي يشير بوضوح إلى أن المقال يعود للكاتب المصري جوزيف مجدي، الذي يعرف كمستشار لموقع الوطن المصري.
رابط: رابط المقال
رابط: رابط المقال
وفي حين لم يظهر البحث أية حالات نشر أقدم للمقال، يكون حساب على موقع فيسبوك، هو أقدم من نشر المقال، وهو مصدر المقال.
أما فيما يتعلق بمضمون المنشور، واحتمالية أن يكون المشروع الأمريكي، هارب الأمريكي أو ما يسمى بمشروع الشفق النشط عالي التردد ألاسكا ١٩٩٧ السبب وراء الزلزال.
وجد فريق أنه وبعد أيام من انتشار هذه المعلومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي نقلت وسائل إعلامية عربية ودولية، عن وكالة رويترز، التي نقلت بدورها عن خبراء، نفيهم لإمكانية أن يكون المشروع الأمريكي المذكور وراء حدوث الزلزال.
رابط: رابط المقال
وقال خبراء بحسب رويترز إن الزلزال الأخير في تركيا لم يكن بسبب برنامج عسكري أمريكي سابق يسمى برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد ولا تمتلك إمكانية تعديل الطقس التي تسبب الزلازل على عكس الادعاءات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت وسائل إعلام عربية إن منشورات زعمت مسؤولية برنامج “هآرب” العلمي الأمريكي عن الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة من تركيا وشمال سوريا فجر الاثنين 6 فبراير شباط، وأن تلك المنشورات ظهرت بعدة لغات، من بينها الإنجليزية والإسبانية والهولندية والعربية والمجرية والتشيكية، على صفحات لمستخدمين عاديين، وصفحات أشخاص يدّعون صفات علمية، أو يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء؛ وهو ما زاد انتشار الشائعة وأحدث قلقاً بين عشرات الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل.
رابط: رابط المقال
وذكرت وسائل أن البرنامج بات تحت إشراف جامعة ألاسكا فيربانكس في عام 2015. ومنذ ذلك الحين، لا يوجد أي عسكري أمريكي في مركز الأبحاث.
فيما نقلت وسائل إعلام عن خبراء قولهم إن هذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها إلقاء اللوم على هارب زورا في إحداث كوارث طبيعية.
رابط: رابط المقال
وبالعودة إلى حساب على موقع فيسبوك، سنجد أنه رد على التعليقات الواردة على الجزء الثاني من المقال الذي نشره على الرابط:
رابط المقال
بتنويه قال فيه اصدقائي الأعزاء، المقال لا ينفي أو يثبت تصور أمني ما لكارثة طبيعية تم إثارة حدوثها أو حدثت بالفعل، فهذا جدل علمي بحت له اهله، وإنما مجرد تحليل لتجميع بعض قطع البازل لصناعة زاوية إدراك لتحفيز الوعي نحو التفكير خارج الصندوق في مرحلة هامة ومفترق طرق يتغير فيه العالم من نظام قديم لنظام جديد يحاول فرض نفسه أمام نظام قائم يستخدم اقسي القوة لحماية سيطرة نفوذه، الكاتب قاضي رأي عام يجب أن لا يدافع الا عن ما يراه الحق، والله عز وجل هو من يزن القلوب والنوايا وحده، تحياتي وعزائي لكم جميعا.
هنا نجد أن الكاتب صاحب المقال لا يجزم بصحة ما يطرحه من أفكار في مضمون مقاله،
وبالتالي يمكن الاستنتاج أن مضمون مقال الدكتور جوزيف مجدي، يقدم سيناريو لنظرية مؤامرة حول مسؤولية المشروع الأمريكي عن الزلزال، و هو غير مدعم بأدلة قطعية، وبالتالي فإن الادعاءمضمون المقال غير صحيح.
ومن الملاحظ أن العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، نقلت المقال بطريقة القص واللصق، ولم تذكر المصدر الأساس الذي اقتبست منه، ما يعني إغفالها لذكر المصدر. ومساهمة في نشر معلومات تدعم نظرية المؤامرة كنوع من التضليل.