مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
نشر حساب إيدي كوهين على منصة إكس، مقطع فيديو يظهر نفقًا صخريًا، وقال إنّ الموقع هو أحد أنفاق حزب الله، واعتبر اكتشاف النفق دليلاً على توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان خلال العمليات العسكرية التي تجري حاليًا.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ يظهر البحث العكسي أنّ المقطع قديم وهو يظهر نفقًا قالت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إنّها اكتشفته داخل أراضي الكيان قبل أكثر من 5 سنوات.
وحلل صحيح العراق الفيديو الذي نشره حساب كوهين، وترجم تعليقات المتحدثين باللغة العبرية، ليظهر أنّ قصة النفق تعود إلى شهر آيار مايو من عام 2019، حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اكتشاف نفق عابر للحدود تابع لحزب الله يمتد من لبنان الى داخل الأراضي الإسرائيلية خلال عملية أطلق عليها الدرع الشمالي، وقال إنّ النفق هو أطول وأهم نفق يتم العثور عليه.1
وبحسب المعلومات التي نشرها جيش الاحتلال حينها، فإنّ النفق كان محفورًا بعمق 80 مترًا، وبطول كيلومتر واحد، وكان يخترق الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة بمسافة 77 مترًا، ويقع مخرجه قرب قرى شتولا وزرعيت الإسرائيلية، كما أكّد جيش الاحتلال أنّ النفق مزود ببنية تحتية لأنظمة كهرباء، تهوية واتصالات، لكنه كان ما يزال يحتاج إلى سنوات حتى إنهاء تجهيزه.2
كما نشر جيش الاحتلال مقطعًا مصورًا للنفق، وقال إنّ اكتشاف النفق الذي تم نتيجة عملية تكنولوجية متطورة نفذها الجيش، وليس بسبب شكاوى السكان حول سماع أصوات حفر تحت الأرض في المنطقة.3
ويأتي الفيديو الذي نشره حساب كوهين في سياق محتوى مضلل وكاذب تصاعد بشكل هائل منذ اندلاع الأحداث بعد السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، إذ تستغل صفحات وحسابات التوتر والتطورات المتسارعة لترويج أكاذيب لأهداف دعائية، أو لكسب التفاعل.
زائف
نَشرت صفحاتٌ على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها على إكس وفيسبوك، منشوراً منسوباً للناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي ادرعي، على أنَّه صرّح فيه دون تصرّف: شكراً للاعلامي المميز احمد البشير الذي لم ينساق خلف محاولات تشويه الحقائق وخلط الاوراق، وبقي صامداً حتى اليوم امام الضغوط الاعلامية التي تمارسها حماس الارهابية وداعميها في الشرق الاوسط. ان اسرائيل لن تنسى من يقف معها في هذه الازمةافيخاي ادرعي. وحصد الادّعاء مئات التفاعلات على منصّة فيسبوك.
التحقيق:
بعد التحقيق من قبل فريق الفاحص، تبيّن أنَّه تصريح زائف، إذ لم ينشر أدرعي منشوراً مماثلاً في حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي بعد البحث فيها، ومنها حسابه على إكس، كما أنَّ لقطة الشاشة المتداولة تظهر توثيق الحساب بالعلامة الرمادية، بينما الحساب الرسمي لأدرعي موثق بالعلامة الزرقاء.
معرّف الحساب الظاهر في لقطة الشاشة المتداولة في الادّعاء، غير موجود في حساب على منصّة إكس، بينما المعرف الرسمي لأدرعي هو . ما ينفي الادّعاء المتداول.
كما لم تنقل أية وسائل إعلام عبرية أو عراقية محلية تصريحاً كهذا عن أدرعي، فضلاً عن أنَّ الإعلامي أحمد البشير لم ينشر أو يعيد مشاركة منشور كهذا ولم يتطرق إليه مطلقاً.
ويأتي تداول هذا الادّعاء الخاطئ، بالتزامن مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزّة والاشتباك مع الفصائل اللبنانية والعراقية وجماعة أنصار الله الحوثيون، ويتداخل هذا الادّعاء مع سياق ردود فعل ومواقف الشخصيات العامة من الأحداث الدائرة، ويعكس تشويهاً للواقع عبر استهداف شخصيات عبر تلفيق مواقف زائفة لهم.
روابط التحقق: رابط1
خليكفاخص