نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي خريطة لقارة أفريقية، وقيل إن مرض الإيدز ينتشر بشكل أكبر في المناطق غير المسلمة، وذلك بحسب دراسة قام بها علماء غير مسلمين. الحقيقة: ادعاء غير دقيق، لأن الخريطة نشرت في 2014 لأول مرة من قبل الدكتور بلال فيلبس، وهو مواطن جامايكي اعتنق الإسلام، ودرس في السعودية وبريطانيا ويقيم حاليا في قطر، ودائماً ما أثارت آراء فيلبس الجدل، ودعت الى منعه من دخول 6 بلدان. من خلال البحث في مصادر إنكليزية، ظهرت هذه الخرائط لأول مرة على مدونة الدكتور بلال فيليبس، وهو مواطن جامايكي نشأ في كندا واعتنق الإسلام، ثم درس في المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة ، ويقيم حاليًا في قطر. وأدت آراء فيليبس الحادة إلى طرده أو منعه من دخول ستة بلدان، في 28 يناير كانون الثاني 2015، أعادت مدونته نشر خطاب أنور العولقي، المروج اليمني الأمريكي للجهاد الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في 2011. بحسب موقع "big thank" الذي أجرى تحقيقا حول حقيقة الخريطة المتداولة، فقد أشار إلى أن هذه الخرائط، نُشرت في منتصف أكتوبر تشرين الأول من عام 2014. وأشار التحقيق إلى أنه ليس من الواضح أين وجد الدكتور فيليبس هذه الخرائط، لا يوجد أي أثر سابق لها على الإنترنت، يبدو أن المعلومات المستخدمة في تجميعها تتماشى مع البيانات المتاحة مجانًا حول كل من انتشار الإيدز وانتشار الإسلام في إفريقيا، من منظمة الصحة العالمية ومركز بيو للأبحاث على الرغم من بعض التناقضات المهمة. الخرائط تعكس حقيقتين لا جدال فيهما أولاً: لا توجد منطقة على وجه الأرض تعاني من فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز مثل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، 70 في المائة من 35 مليون شخص يعيشون حاليًا مع المرض يقيمون في هذا الجزء من العالم. ثانياً: الثلث الشمالي من إفريقيا يغلب عليه الطابع الإسلامي أقل من 1٪ ممن يعيشون في المغرب وتونس وموريتانيا من غير المسلمين، أقل من 5 في المائة من الناس في الصومال والنيجر والجزائر وجيبوتي والسودان وليبيا والسنغال وغامبيا يتبعون ديانة أخرى غير الإسلام، وما لا يقل عن 84 بالمائة من سكان مصر ومالي وغينيا مسلمون. في معظم البلدان الواقعة جنوب شمال إفريقيا الإسلامي، المسيحية هي الديانة الغالبة أو المسيطرة في حين تقترب نسبة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز من ربع السكان البالغين في بعض البلدان الأكثر تضرراً هناك، يبلغ معدل الإصابة المبلغ عنه 0.1 في المائة في مصر، وأقل بكثير من 1 في المائة في معظم البلدان ذات اللون الأخضر الداكن على الخريطة الثانية. لذا يبدو أن الخريطة تعكس حقيقة اجتماعية وثقافية: في إفريقيا ، ينتشر فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز في المناطق التي يهيمن عليها الإسلام، بينما ينتشر المرض أكثر في البلدان التي يوجد فيها عدد أقل من المسلمين. تميل الأرقام لكلا المتغيرين إلى التذبذب وفقًا لمصادر مختلفة، نظرًا لندرة البيانات الصعبة، أو أنه من الملائم سياسيًا لدولة معينة أن يكون لديها إيمان أكثر أو أقل بهذا أو من يعانون من ذلك. الأرقام المقتبسة هنا ، من مركز بيو للأبحاث وكتاب حقائق العالم لوكالة المخابرات المركزية، دقيقة بالقدر الذي يحتمل أن يحصل عليه المرء، لكنها ستبدو مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا لبعض المراقبين. من خلال المراجعة يظهر ان الصفحة الشخصية لبلال فيلبس على فيسبوك نشر الصورة وكتب عليها "إحصائيات مثيرة للاهتمام تدعم بوضوح الحجة التي استخدمتها في المحاضرات التي تدافع عن موقف الإسلام القوي ضد ممارسة الجنس خارج إطار الزواج. أفضل وقاية من فيروس نقص المناعة البشرية هو ممارسة الجنس فقط في إطار الزواج والامتناع عن ممارسة الجنس لغير المتزوجين". ونشرت العديد من المواقع على الانترنت الصورة ونسبتها الى بلال فيلبيس وهي جزء من بحث له خلص فيه ان الايدز ينخفض في البلدان الاسلامية.