تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على منصتي فيسبوك وإكس، وبالتزامن مع وقوع انفجار في أحد مقرات الحشد الشعبي ببغداد، تداولت خبراً بمزاعم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت معسكراً للحشد الشعبي في منطقة جرف النداف العاصمة بغداد. ونقلت الصفحات الخبر عن القناة "14 الإسرائيلية". وحصد الادعاء مئات التفاعلات في منشورات متعددة على منصتي فيسبوك وإكس.

بعد التحقيق من قبل فريق الفاحص، تبين أن الخبر مضلل، حيث بحثنا في المواقع الرسمية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والناطق الرسمي باسمه، وفي موقع رئاسة وزراء الاحتلال، ووسائل الإعلام العبرية والدولية والعراقية، واتضح أنه ليست هناك إشارة إلى إعلان مماثل حول استهداف إسرائيلي لمقر للحشد.

بحثنا في موقع قناة "14 الإسرائيلية" الرسمي، ولم نجد أي تقرير يؤكد أو يعلن عن ضربة إسرائيلية في جرف النداف خلال الخمسة أيام الماضية، حيث غطّت القناة أحداثاً إقليمية أخرى مثل التصعيد في لبنان، لكن لا ذكر لهذا الحدث كعملية إسرائيلية، ما يشير إلى أن لقطة الشاشة المرفقة في الادعاء مختلقة.

وبالبحث في صفحة هيئة الحشد الشعبي الرسمية على فيسبوك، تبين أنها نشرت بياناً رسمياً أوضحت من خلاله أن انفجاراً عرضياً وقع أثناء تنفيذ واجب فني في منطقة جرف النداف ببغداد.

وأضافت الهيئة أن "الانفجار ناتج عن مواد متفجرة خلفتها عصابات داعـ ـ.ـش الإرهـ ـابية، كانت مخزونة داخل أحد مقرات المديرية. وقد تمت السيطرة على الحادث واتخذت الإجراءات اللازمة". وتسبب الحادث بمقتل أحد عناصر الهيئة وإصابة اثنين آخرين.

وينتشر هذا الادعاء في خضمّ التوترات الإقليمية المتصاعدة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي والفصائل المسلحة المدعومة إيرانياً في المنطقة، وفي ظلّ تركيز الإعلام المحلي على حادثة الانفجار في أحد مقرات الحشد الشعبي بمنطقة جرف النداف في بغداد، مؤخراً.

وقد استغلّت بعض الصفحات هذا الحدث لنشر مزاعم تربطه بـ"استهداف إسرائيلي مباشر"، لتأجيج المشاعر الشعبية وإعطاء الانفجار طابعاً سياسياً وأمنياً أكبر من حجمه الحقيقي، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات البرلمانية وتصاعد الخطاب المناهض للتواجد الأجنبي.

كما ساهمت الإشارات الزائفة إلى قناة "14 الإسرائيلية" في منح الادعاء مظهراً من المصداقية الزائفة، رغم عدم وجود أي مصدر رسمي أو إعلامي يثبت صحة الخبر.