مجتمع التحقق العربي
هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
وسم لنشر الكراهية ومعلومات مضللة بين الجارتين
وفق نتائج بيانات أداة ميلتووتر (Meltwater)، فإن وسم #الجزائر_اضحوكة_العالم، حقق على منصة “إكس” انتشارا ملحوظا وصل إلى أكثر من 134 مليون ظهور، خلال سنة 2024، ويعتمد هذا الوسم على السخرية، كما يتزامن ارتفاع نشاطه مع الأحداث السياسية والرياضية، وخاصة حين تكون الأحداث مثيرة للعواطف أو تستدعي اهتماما واسعا.
وأظهر التحليل وجود فترات ذروة نشاط متعددة، أبرزها ما بين 25 و27 أكتوبر 2024، حيث شهد نشاط الوسم ارتفاعا وذلك بالتزامن مع استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
كما سجلت ذروة أخرى وهي أقصى ذروة للتفاعل على الوسم، وكانت خلال الأسبوع الأول من شهر دجنبر من نفس السنة، بالتزامن مع واقعة الاعتداء على وفد فريق اتحاد العاصمة الجزائري في عاصمة السنغال دكار، خلال منافسات كأس الكونفدرالية، حيث اقتحمت جماهير نادي "جاراف" أرض الملعب عقب صافرة النهاية، مما أسفر عن إصابة عدد من لاعبي الفريق الجزائري.
وباستخدام أدوات تحليل وتتبع المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، من تجميع بيانات أكثر من ألف منشور تم تداولها سنة 2024 ضمن وسم #الجزائر_اضحوكة_العالم على منصة “إكس”، حيث استطعنا الوصول من خلالها إلى أكثر الحسابات نشاطا، وحجم شبكات التفاعل التي تقودها.
ويعد حساب batoul2nd@، الأبرز ضمن الحسابات المركزية المتفاعلة، وتم إنشائه سنة 2022، وتم منحه شارة التوثيق الزرقاء، وبمراجعة أرشيف نشاط الحساب على منصة إكس، تبين أنه مخصص لترويج سردية معادية للجزائر في قالب من السخرية.
وأظهرت نتائج البيانات وجود مجموعة حسابات مركزية تسهر على قيادة حملات “حشد” مستمرة، بهدف تضخيم التفاعل ودفعه للبقاء نشطا لفترة طويلة.
معلومات مضللة لتحفيز التفاعل
تمكن فريق غربال من رصد تداول معلومات مضللة باستعمال الوسم، ومن بين المحتوى المضلل الذي جرى تداوله، مقطع فيديو نشره حساب على إكس في 16 من شهر مارس الماضي، يظهر إعلان خبر وفاة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في إحدى القنوات الرسمية.
وبعد التحقق من الفيديو تبين أن المقطع مفبرك، ولا أساس لخبر وفاة الرئيس،كما لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها تداول هذا الخبر، حيث سبق وتم نشر الخبر في عدة مناسبات، وذلك باستعمال بطاقات تنتحل الهوية البصرية لمواقع إخبارية.
كما عمد مستخدمون إلى نشر مقطع فيديو على الوسم، مع ادعاء أنه لأول عملية دفع إلكتروني في الجزائر، ويصور مقطع الفيديو عددا من المسؤولين أثناء إجراء عملية دفع إلكتروني، داخل محل لبيع منتجات الألبان في الجزائر.
لكن مقطع الفيديو المتداول مضلل، ففي الحقيقة هو لإجراء أول عملية بيع لمنتجات ملبنة الأوراس بنقطة البيع الجوارية ببريكة بالدفع الالكتروني، ونشرته إذاعة الجزائر من باتنة على صفحتها في منصة فيسبوك، بتاريخ 6 مارس 2025، وليس كما تم الادعاء بأنه لـ”تغطية موسعة لأول عملية دفع إلكتروني في الجزائر”.
مقطع الفيديو الأصلي المنشور على صفحة إذاعة الجزائر من باتنة، يتضمن شريطا مكتوب عليه “إجراء أول عملية بيع لمنتجات ملبنة الأوراس بنقطة البيع الجوارية ببريكة بالدفع الالكتروني”، وهو الشريط الذي لا يظهر في المقطع الذي تم تداوله ويظهر عوضا عنه شريط يعرض العنوان، “بريكة إجراء أول عملية بيع بالدفع الالكتروني”.
وحسب هيئة ضبط النقد الآلي الجزائرية، فقد انتقل عدد محطات الدفع الإلكتروني من 5 آلاف و49 محطة سنة 2016، إلى 68 ألف و140 محطة في نهاية 2024.