Arabi Facts Hub is a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.

بيانات إكس (ج2) | كيف يتحول الفضاء الرقمي إلى ساحة للكراهية بين الجارتين

بيانات إكس (ج2) | كيف يتحول الفضاء الرقمي إلى ساحة للكراهية بين الجارتين
ghirbal

The Author

ghirbal
يمكنك قراءة الجزء الأول من سلسلة بيانات اكس تحت عنوان "حملة ضد المغرب" بالضغط هنا. في الجزء الأول من سلسلة بيانات اكس، تمكنا من توثيق وتحليل بيانات أكثر من ألف منشور على وسم (هاشتاغ) #المغرب_اضحوكة_العالم، وكشف التقرير كيف يتم توظيف منصة اكس، لترويج خطاب تحريض على الكراهية ضد المغرب، تحت غطاء السخرية، وفي هذا الجزء الثاني نكشف كيف تستغل حسابات تبث من المغرب، المنصة لترويج خطاب كراهية ومعلومات مضللة باستعمال وسم (هشتاغ) #الجزائر_اضحوكة_العالم. وسم ظهر بعد أزمة دبلوماسية بين البلدين في هذا التقرير عملت منصة غربال، على تحليل بيانات أكثر من ألف منشور على الوسم، والكشف عن كيف يتم توظيف الفضاء الرقمي لبث حملات لإذكاء نار الكراهية بين الجارتين، كما نكشف من خلال التحليل الشبكي لقواعد البيانات، عن الحسابات التي تقود بعض شبكات التفاعل على هذه الوسوم، وكيف أن ما قد يبدو فوضويا وعفويا هو في الحقيقة منظم. شهر يونيو 2020، عرف فصلا جديدا في توتر العلاقات بين الجارتين، بعد ظهور القنصل المغربي بوهران، أحرضان بوطاهر، في شريط فيديو وصف فيه الجزائر بـ"البلاد العدوة"، مما تحول إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين. وقال آنذاك وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تقرر استدعاء القنصل بمبادرة من المغرب، كما نفى الادعاءات التي صرح بها الناطق باسم الرئاسة الجزائرية، محمد السعيد، التي قال فيها إن "قنصل المغرب قد غادر فعلا التراب الجزائري بطلب من الجزائر". وأضاف محمد السعيد، أن "....." ومن جهته رفض وزير الخارجية المغربي، ,,,,, في خضم هذه الأحداث وخلال نفس الشهر وتحديدا يوم 30 يونيو 2020، ظهر على منصة اكس (تويتر سابقا)، وسم #الجزائر_اضحوكة_العالم، يروج لخطاب تحريض على الكراهية. وسم لنشر الكراهية ومعلومات مضللة بين الجارتين وفق نتائج بيانات أداة ميلتووتر (Meltwater)، فإن وسم #الجزائر_اضحوكة_العالم، حقق على منصة “إكس” انتشارا ملحوظا وصل إلى أكثر من 134 مليون ظهور، خلال  سنة 2024، ويعتمد هذا الوسم على السخرية، كما يتزامن ارتفاع نشاطه مع الأحداث السياسية والرياضية، وخاصة حين تكون الأحداث مثيرة للعواطف أو تستدعي اهتماما واسعا. وأظهر التحليل وجود فترات ذروة نشاط متعددة، أبرزها ما بين 25 و27 أكتوبر 2024، حيث شهد نشاط الوسم ارتفاعا وذلك بالتزامن مع استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. كما سجلت ذروة أخرى وهي أقصى ذروة للتفاعل على الوسم، وكانت خلال الأسبوع الأول من شهر دجنبر من نفس السنة، بالتزامن مع واقعة الاعتداء على وفد فريق اتحاد العاصمة الجزائري في عاصمة السنغال دكار، خلال منافسات كأس الكونفدرالية، حيث اقتحمت جماهير نادي "جاراف" أرض الملعب عقب صافرة النهاية، مما أسفر عن إصابة عدد من لاعبي الفريق الجزائري. وباستخدام أدوات تحليل وتتبع المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، من تجميع بيانات أكثر من ألف منشور تم تداولها سنة 2024 ضمن وسم #الجزائر_اضحوكة_العالم على منصة “إكس”، حيث استطعنا الوصول من خلالها إلى أكثر الحسابات نشاطا، وحجم شبكات التفاعل التي تقودها. ويعد حساب batoul2nd@، الأبرز ضمن الحسابات المركزية المتفاعلة، وتم إنشائه سنة 2022، وتم منحه شارة التوثيق الزرقاء، وبمراجعة أرشيف نشاط الحساب على منصة إكس، تبين أنه مخصص لترويج سردية معادية للجزائر في قالب من السخرية. وأظهرت نتائج البيانات وجود مجموعة حسابات مركزية تسهر على قيادة حملات “حشد” مستمرة، بهدف تضخيم التفاعل ودفعه للبقاء نشطا لفترة طويلة. معلومات مضللة لتحفيز التفاعل تمكن فريق غربال من رصد تداول معلومات مضللة باستعمال الوسم، ومن بين المحتوى المضلل الذي جرى تداوله، مقطع فيديو نشره حساب على إكس في 16 من شهر مارس الماضي، يظهر إعلان خبر وفاة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في إحدى القنوات الرسمية. وبعد التحقق من الفيديو تبين أن المقطع مفبرك، ولا أساس لخبر وفاة الرئيس،كما لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها تداول هذا الخبر، حيث سبق وتم نشر الخبر في عدة مناسبات، وذلك باستعمال بطاقات تنتحل الهوية البصرية لمواقع إخبارية. كما عمد مستخدمون إلى نشر مقطع فيديو على الوسم، مع ادعاء أنه لأول عملية دفع إلكتروني في الجزائر، ويصور مقطع الفيديو عددا من المسؤولين أثناء إجراء عملية دفع إلكتروني، داخل محل لبيع منتجات الألبان في الجزائر. لكن مقطع الفيديو المتداول مضلل، ففي الحقيقة هو لإجراء أول عملية بيع لمنتجات ملبنة الأوراس بنقطة البيع الجوارية ببريكة بالدفع الالكتروني، ونشرته إذاعة الجزائر من باتنة على صفحتها في منصة فيسبوك، بتاريخ 6 مارس 2025، وليس كما تم الادعاء بأنه لـ”تغطية موسعة لأول عملية دفع إلكتروني في الجزائر”. مقطع الفيديو الأصلي المنشور على صفحة إذاعة الجزائر من باتنة، يتضمن شريطا مكتوب عليه “إجراء أول عملية بيع لمنتجات ملبنة الأوراس بنقطة البيع الجوارية ببريكة بالدفع الالكتروني”، وهو الشريط الذي لا يظهر في المقطع الذي تم تداوله ويظهر عوضا عنه شريط يعرض العنوان، “بريكة إجراء أول عملية بيع بالدفع الالكتروني”. وحسب هيئة ضبط النقد الآلي الجزائرية، فقد انتقل عدد محطات الدفع الإلكتروني من 5 آلاف و49 محطة سنة 2016، إلى 68 ألف و140 محطة في نهاية 2024.