مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لجهاز يعمل بالطاقة الشمسية على سطح مبنى، مع عبارة: مواطن من أربيل مسوي حماية لألواح الطاقة الشمسية من أشعة الشمس. الحقيقة: الصورة مضللة، إذ يظهر البحث العكسي أنها قديمة ونسبت للعديد من البلدان، ونشرت لأول مرة عام 2017 عبر مواقع وحسابات تركية وهندية وإسبانية 1، ومن ثم نسبت إلى دول أخرى، منها مصر وتونس.2 وبمقارنة الصور يتضح أنّ ادعاء وجود ألواح للطاقة الشمسية غير صحيح أيضًا، إذ أنّ هذا الجهاز يستخدم لتسخين الماء بالاستفادة من حرارة الشمس، وهو يعتمد في مبدأ عمله على أنابيب مفرغة من الهواء ومعتمة، وليس على ألواح لتوليد الطاقة.3 يشار إلى أن ألواح الطاقة الشمسية، والتي تعرف أيضًا باسم الخلايا الكهروضوئية ، هي مجموعة من الخلايا تعمل كمستقبلات لأشعة الشمس تتصل ببعضها داخل إطار محدد، وتحول طاقة الشمس إلى كهرباء، وتتيح عند استخدامها طاقة مجانية ومتجددة ومنخفضة الكربون، كما يمكن بيع الفائض من الكهرباء للشبكة أو تخزينه.4 فيما ينصح خبراء الطاقة بتغطية الألواح بطريقة معينة، لحمايتها من بعض الأضرار التي قد تلحق بها إثر التغيرات المناخية وتقلبات الطقس.5
قال عدي عواد، النائب عن كتلة صادقون، خلال برنامج تجيك السالفة الذي يعرض على قناة الرشيد، دقيقة 33 أحنا بالبصرة حتى مركز سرطان ماعدنا. الحقائق التصريح غير دقيق، إذ تضم البصرة مركزًا حكوميًا لأورام السرطان، إضافة إلى مركز خاص بالطب النووي، ومستشفى الطفل الذي يضم قسمًا خاصًا لمعالجة أمراض السرطان لدى الأطفال، فيما تعمل العتبة الحسينية على تشييد مستشفى متكامل لعلاج مرضى السرطان في البصرة. ويستقبل مركز الأورام السرطانية في مستشفى الصدر التعليمي وسط مدينة البصرة، آلاف المصابين بمرض السرطان سنويًا، ويجري أكثر من 1000 فحص مختبري يوميًا، ويضم مستشفى الطفل التخصصي المعني باستقبال الأطفال المصابين بالسرطان، كما يشير الموقع الرسمي لدائرة صحة البصرة.1 وبحسب موقع دائرة الصحة أيضًا، تضم البصرة أكبر مركز للطب النووي في المنطقة الجنوبية، وهو مملوك لدائرة صحة المحافظة، ويعرف بـ مركز البصرة للطب النووي.2 كما تضم البصرة مركزًا متكاملًا في شارع الوطن وسط المحافظة، يعرف بـ مركز الكوثر للطب النووي، وهو من المشاريع الاستثمارية في المحافظة، ويعد من أهم مراكز علاج الأورام السرطانية في جنوب العراق. شيد المركز بالتعاون مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، وبتصريحٍ من وزارة الصحة ووزارةِ البيئة وهيئة الاستثمار والهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المُشعة، ولأهمية المركز قصَّ شريط الافتتاح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في 26 ديسمبر 2023.3 والمركز الذي افتتح بتمويل من وزارة الصحة وهيئة استثمار البصرة، بكلفة 8.5 ملايين دولار، يقدم خدمات في مجال الطب النووي، كتشخيص السرطان والأمراض الأخرى وعلاجها باستخدام تقنيات التصوير الطبي النووي، بالإضافة إلى إجراء الأبحاث العلمية في مجال الطب النووي 4 أما أبرز المراكز الخاصة لعلاج الأورام السرطانية في محافظة البصرة، فيتمثل بمشروع مستشفى وارث التابع للعتبة الحسينية، والذي بلغت نسبة إنجازه 95، وتم تشييده على مساحة كلية تبلغ 20 ألف متر مربع، ويضم المبنى الرئيسي، والمبنى الخدمي، والمبنى الخاص بسكن الأطباء، ومبنى خاصًا لمرافقي المرضى، وموقفًا للسيارات، وكان من المؤمل افتتاحه مطلع العام الجاري، لكن لم يعلن حتى الآن عن افتتاحه.5 وفي فبراير الماضي، قال مدير صحة البصرة عباس التميمي، إنّ المحافظة تضم 100 سرير لعلاج مرضى السرطان البالغين، وأسرة إعطاء العلاج اليومي للمرضى البالغين والصغار، مشيرًا إلى قرب نصب جهاز متقدم للكشف عن أمراض السرطان، والعمل على استحداث مركز أورام في شمال البصرة، بالاتفاق مع شركة نفط البصرة.6 كما قال إنّ الدائرة نجحت بتوفير 90 من الأدوية السرطانية، وافتتاح استشارية مركز الأورام ومركز أمراض الدم في مستشفى السياب وتوسعة ردهات مستشفى الطفل.7 وعادة لا تنشر وزارة الصحة ودائرة صحة المحافظات أي بيانات عن عدد المصابين بالسرطان في المحافظة، لكن الإصابات تتجاوز 9 آلاف حالة سنوية، وفق بيانات مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، والتي تستند إلى إحصائيات خاصة بالأعوام 2018 2020.8 ويرجع مختصون أسباب ارتفاع معدلات الإصابات بالأمراض السرطانية في البصرة، إلى ارتفاع نسبة التلوث في المحافظة، نتيجة الانبعاثات التي تصاحب عمليات استخراج النفط من المحافظة، إذ أنّ المجتمعات التي تعيش قرب حقول النفط، حيث يحرق الغاز في الهواء الطلق، تكون معرضة أكثر إلى خطر الإصابة بسرطان الدم.9
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحًا لرئيس شبكة الإعلام العراقي، كريم حمادي، نص على أن المذيعة آن صلاح تحولت من إعلامية إلى فاشنستا، وهي الآن تعمل في إذاعة العراقية بعيدًا عن الشاشة. الحقائق الخبر غير صحيح، إذ لم يدل رئيس شبكة الإعلام العراقي كريم حمادي بأي تصريح حول معاقبة مقدمة البرامج آن صلاح، ومنعها من الظهور على الشاشة ونقلها إلى الإذاعة، ولم ينشر أي بيان أو تعليق بشأنها عبر حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن حسابات شبكة الإعلام وموقع الشبكة الإلكتروني.1 لكن مقدمة البرامج أنّ صلاح ردت على اتهامات طالتها دون ذكر من أدلى بها، مبدية استغرابها من اتهامها بـ الابتزاز، والشائعات عن تحولها لفاشينيستا، مبينة أنّ تلك المعلومات لو كانت صحيحة لصدر قرار بفصلها من العمل. ونشرت صلاح مؤخرًا، مقطع فيديو قالت فيه: كعدت الصبح أريد أروح للدوام باعتباري طالبة ماجستير إعلام، لكيتني فاشينيستا ومرتبطة بشبكات ابتزاز، إذا أنا كنت مرتبطة بشبكات إبتزاز وعدكم دليل واحد على هذا الموضوع كان الأولى اطردوني مو تنقلوني، لأن أنا الآن باقية في شبكة الإعلام بس نقلتوني، لأن هذا مخالف لقوانين انضباط موظفي الدولة. وأضافت، إذا أني فاشينيستا هسة اكتشفتوا. أنا من دخلت للعراقية أنا بنية سافرة ومهتمة بالأزياء وهذه الأشياء، هسة اكتشتفتوا ورا المنشور. حاربوا بس حاربوا بذكاء مو بغباء، لأن الناس تفتهم مو أغبياء ويصدكون هذا الحجي كله صار ورا البوست.2 قصة آن مع رئيس شبكة الإعلام العراقي؟ تعود القصة إلى يوم الخميس الماضي 29 مارس 2024، حيث أعلنت مقدمة برنامج جلگة على قناة العراقية، تلقيها قرار منع من الظهور على شاشة تلفزيون العراقية بشكل نهائي إثر انتقادها غلاء المعيشة في العراق. وأكّدت صلاح عبر حسابها الشخصي، أنّ رئيس الشبكة كريم حمادي عرضها لـ التحقيق والمعاقبة، ومنعها من الظهور على الشاشة، وأصدر قرارًا بنقلها إلى الإذاعة، بعد 24 ساعة من نشرها ستوري على إنستغرام، ينتقد غلاء الأسعار، وقالت تعليقًا على ذلك: لن أتنازل عن صوتي ولن أساوم على رأيي.3 وكان مجلس النواب، قد صوت في 10 مارس الماضي، على إعفاء نبيل جاسم، من رئاسة شبكة الإعلام العراقي، بعد استجوابه بأيام من قبل النائب رائد المالكي.4 وبعد 3 أيام من إعفاء جاسم، كلف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مدير الأخبار في القناة كريم حمادي بمهام إدارة الشبكة.5 وفي 19 مارس 2024، باشر رئيس شبكة الإعلام العراقي كريم حمادي، مهام عمله رسميًا، وتعهد في اليوم الأول، بـ إيجاد الحلول العاجلة لجميع مشكلات الموظفين، وتحفيزهم لتقديم الأفضل في جميع مفاصلها المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية. 6 ولم يصدر عن شبكة الإعلام العراقي، أي بيان أو تعليق بشأن قضية مقدمة البرامج آن صلاح، حتى لحظة كتابة هذا التوضيح.
تداولت منصات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحًا منسوبًا للفنانة هدى حسين، نصه: ليس ذنبي أن أكون عراقية الأصل ولكني كويتية!، وادعى بعضها أنّ التصريح صدر إثر سحب الجنسبة الكويتية عنها، ما أثار تفاعلاً غاضبًا وتعليقات هاجمت الفنانة. الحقائق الخبر مضلل، إذ أنّ الفنانة هدى حسين لم تدل بتصريح جديد حول أصولها العراقية، كما أنّها لا تحمل الجنسية الكويتية. ويظهر البحث أنّ تصريح هدى حسين الوحيد بهذا الصدد، يعود إلى تسعينيات القرن الماضي، حين تحدثت إلى برنامج تلفزيوني كان يبث عبر قناة ، عن معاناتها بعد الغزو العراقي للكويت.1 وأعيد نشر اللقاء عبر منصة يوتيوب قبل 14 عامًا، بعنوان: هدى حسين: ليس ذنبي ان اكون عراقيه ولكني كويتيه، وفي وصف الفيديو كتب الناشر: هدى حسين تتكلم عن معاناتها مع الغزو العراقي الغاشم للكويت في لقاء على انهالت عليه اتصالات من الشعب الكويتي يطالبونها بالعودة.1 وقالت هدى حسين خلال اللقاء: ما أتصور أنا سويت شي حتى أنحرم من ديرتي ومن وطني وبلدي اللي أنا نشأت فيه، فأنا ماسويت شي ولا أنا أخطأت بشي، ولا ذنبي أن أكون عراقية الأصل، أنا عراقية الجنسية كما يقولون، لكن أنا كويتية النشأة، روحي كياني عقلي كل الخير اللي أنا أتمتع فيه كويتي. وأضافت أنا لا أنكر دور قطر بعد الظروف اللي مريت فيها، فتحت لي يدينها وساعدتني ووكفت معاي، لمن وكفت على حيلي أنا وأخواني كله بدعم المسؤولين في قطر، وهيئوا لي كل الظروف. وبالبحث أكثر، يظهر أنّ هدى حسين كانت تتحدث عبر برنامج تلفزيوني كان يبث في عام 1996، ويحمل اسم ادلل عيني 2، أثناء فترة إقامتها في قطر. وفي ذات الحلقة من البرنامج، تتلقى حسين اتصالاً من الفنان الراحل علي المفيدي يخبرها بأنهم في الكويت اشتاقوا لها، مع مطالبة السلطات الكويتية بالتراجع عن قرار منعها من العودة إلى الكويت.3 وفي لقاء سابق للفنانة هدى حسين، أكدت أنها بقيت بعيدة عن الكويت بحدود 9 سنوات بعد الغزو، في قطر، قبل أن يتم السماح لها بالعودة إلى الكويت.4 وبمراجعة حسابات هدى حسين على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أنها لم تنشر أي تصريح أو منشور عن قضية جنسيتها وأصولها العراقية 5، لكنها تلقت رغم ذلك تعليقات هاجمتها بداعي عدم الاعتزاز بأصولها العراقية، بالتزامن مع إعادة نشر التصريح القديم. كما أنّ الفنانة هدى حسين لا تحمل الجنسية الكويتية، وسبق أن أثارت هذه القضية جدلًا واسعًا عام 2022، عندما طالب زميلها الفنان طارق العلي بتجنيسها تحت بند الأعمال الجليلة. وهاجم كويتيون حينها الفنان طارق العلي، بل طالب بعضهم بتجريده من الجنسية الكويتية إثر هذه المطالبة.7 ويستذكر الفنان طارق العلي مواقف الفنانة هدى حسين خلال فترة الغزو العراقي للكويت، حيث استعرض موقفها بمشاركة الفنانين الكويتين في قطر بمسرحية تندد بالغزو، ما عرضها للمضايقة.8 وفي العام الماضي 2023، قالت الإعلامية فجر السعيد في موقف مشرتك مع الفنان طارق العلي، إنّ هدى حسين كويتية، بناءً على مواقفها خلال الغزو وتمسكها بالكويت وعودتها مع باقي الفنانين للكويت.9 والفنانة هدى حسين من مواليد الكويت 1965 من أبوين عراقيين، حيث كانت أسرتها تعيش متنقلة ما بين العراق والكويت. بدأ مشوراها الفني بعمر 4 سنوات، حيث شاركت في برنامج نوادر جحا، وأول أعمالها التلفزيونية مسلسل حبابة، فيما لعبت دورًا مهمًا بتأسيس مسرح الطفل في الكويت. 10
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لناشطة سويدية تمزق نسخة من المصحف، وادعت أنّ ما أقدمت عليه الناشطة وقع بعد ترحيل سلوان موميكا من السويد للنرويج. الحقيقة: الصور مضللة، إذ يظهر البحث العكسي أنّ صور المتداولة قديمة تعود للناشطة ، أثناء تمزيق نسخة من القرآن، في شهر أكتوبر من عام 2023، وليس بعد ترحيل سلوان موميكا إلى النرويج. والتقطت الصور في 12 أكتوبر 2023، في ساحة مينتور غيت، أمام البرلمان السويدي بمدينة ستوكهولم تحديدًا، لناشطة تدعى جايد ساندبرغ، والتي أقدمت على حرق نسخة من المصحف، ودعت إلى حظر الإسلام في الاتحاد الأوروبي1، كما قامت بحرق القرآن مرة أخرى في ميدان أودنبلان بمدينة ستوكهولم مطلع شهر فبراير الماضي.2 وجايد ساندبرغ، 48 عامًا، هي كاهنة سويدية سابقة في الكنيسة الكاثوليكية الرسولية العامة، وسبق أن أحرقت القرآن في مناسبات عدة، وخططت لمواعيد أخرى من أجل ذات الفعل. وعن دوافعها لحرق القرآن تقول إنّ الإسلام والإسلاموية والجهادية لا يمكن تمييزها، وتتعارض مع القيم السويدية المتجذرة في المسيحية والكتاب المقدس.3 فيما تزامن نشر الصور مع أنباء جرى تداولها بشكل واسع عن مقتل اللاجئ العراق سلوان موميكا، بعد ترحيله إلى النرويج، وهو ما نفته الصحف النرويجية بالاستناد إلى معلومات من دائرة الهجرة.4 موميكا كان انتقل مؤخرًا إلى الدنمارك بعد ترحيله من السويد، على خلفية إلغاء سلطات الهجرة السويدية تصريح إقامته في أكتوبر 2023، نتيجة تقديمه معلومات غير صحيحة بشأن طلبه للجوء.5 كما قررت سلطات الهجرة السويدية ترحيله إلى العراق، لكنها علقت القرار لأسباب تتعلق بمخاطر محتملة على حياته، وهو ما أثار حفيظة موميكا الذي قال تعليقًا على القرار: أنا في طريقي إلى النرويج. السويد لا تقبل إلاّ الإرهابيين الذين يُمنحون حق اللجوء والحماية، بينما يتم طرد الفلاسفة والمفكرين.5 وكان موميكا أقدم على حرق القرآن أول مرة في يونيو 2023، ومن ثم كرر الفعل مرات عدة أمام البرلمان السويدي وبموافقة قوات الأمن، مما أثار استياءً وغضبًا دوليًا وإقليميًا، وتسبب بإحراج للسلطات السويدية.6
في الساعات القليلة الماضية تردد على نطاق واسع اسم قرية الدولاب التي تبعد نحو 6 كيلومترات إلى جنوب شرق مدينة الحلة، مركز محافظة بابل، مع ادعاءات وتحذيرات من كارثة نووية، بعد اكتشاف تلوث إشعاعي فيها. ورغم أن الجهات الرسمية قد سارعت إلى إعلان السيطرة عليه، إلا أن الشكوك لا تزال سائدة وتنتشر، جنبًا إلى جنب مع الشائعات والادعاءات حول الحادثة ومن يقف وراءها. تحرى صحيح العراق القصة الحقيقية لحادثة التلوث الإشعاعي في قرية الدولاب، وأسبابه، وحقيقة الادعاءات حوله، استنادًا إلى وثيقة رسمية وتصريحات حصرية من مالك المنزل الذي حدث فيه التسرب الإشعاعي، إضافة إلى شهادات سكان من المنطقة ومسؤولين حكوميين. ما هي طبيعة المادة المشعة؟ بدأت الحادثة برصد نشاط إشعاعي مرتفع جدًا في الجانب الغربي من القرية، قبل أكثر من 3 أشهر، من قبل إحدى فرق الهيئة العراقية للسيطرة على المواد المشعة، أثناء فحص روتيني ضمن المنطقة. 1 واطلع صحيح العراق على وثيقة صادرة عن دائرة الصحة في بابل بتاريخ 11 يناير 2024، وتحقق من صحتها. وتتضمن الوثيقة إجابة على استفسار أرسله النائب حيدر المطيري في 7 يناير 2024، بشأن مصدر الإشعاع وبعض التفاصيل عن الواقعة 3 وفي نص الوثيقة المرقمة بـالعدد 48، تقر دائرة الصحة في بابل برصد تلوث بنظير السيزيوم137 4، وهي مادة تبعث أشعة جاما وأشعة بيتا في نفس الوقت، وتعتبر من النفايات المشعة السائلة الناجمة عن الانشطار النووي لليورانيوم235، وتستخدم في بعض الأجهزة الطبية وأجهزة القياس 5، كما أنها أحد المنتجات الثانوية لعمليات الانشطار النووي في المفاعلات النووية وتجارب الأسلحة النووية. فيما قالت دائرة الصحة في حينها، إنّها أرسلت فريقًا من شعبة الطوارئ إلى الموقع، مؤكدة إرسال أفراد العائلة المعرضة للإشعاع إلى موقع التويثة للأبحاث النووية بـ عجلات الإسعاف لإجراء كافة الفحوصات المختبرية. كما أكّدت مسح المنطقة وتحديد العوائل القريبة من منطقة التلوث، وتسجيل أسماء المواطنين المشتبه بتعرضهم إلى الإشعاع في قرية الدولاب، وقالت إنّها أرسلت فريقًا من قطاع الحلة الثاني لحث أفراد العوائل القريبة من منطقة التلوث على مراجعة مستشفى الإمام الصادق التعليمي لغرض إجراء الفحوصات اللازمة لهم. ليست براميل منهوبة ولا ثلاجة أين تقع بؤرة الإشعاع؟ حدد صحيح العراق بؤرة التلوث باستخدام خرائط جوجل، وتقع داخل منزل على بعد أمتار قليلة من شط الحلة، قرب ملعب شعبي لكرة القدم ومقهى ومحل بقالة، ضمن حي صغير يضم نحو 150 منزلًا.2 2 يضم المنزل عائلة من نحو 10 أفراد، وتحيط به منازل أخرى لعدد من أشقاء وأقارب رب الأسرة، ويقدر عددهم بـ 5 عوائل. تواصل صحيح العراق مع صاحب المنزل الذي وقع فيه التلوث الإشعاعي، ليؤكد في اتصال هاتفي سلامته وأفراد أسرته بناءً على نتائج الفحوصات التي جرت في موقع التويثة للأبحاث. وقال مالك المنزل الذي يتحفظ صحيح العراق على نشر اسمه، إنّ المعلومات المتداولة عن انتشار المادة المشعة من براميل منهوبة في أحداث سقوط النظام السابق، غير صحيحة، ونفى أيضًا المعلومات التي عزت التلوث إلى جهاز تبريد الطعام ثلاجة مستوردة بالة. وأوضح أنّ التلوث مرتبط بأطنان من التراب جرى استخدامها في ردم وتهيئة أساسات المنزل قبل نحو 10 سنوات. وبحسب تصريحات صاحب المنزل، فإنّ مصدر التراب كان موقعًا لبيع مواد البناء سكلة، مشيرًا إلى أنّ مالك السكلة لم يقدم أي معلومات عن طريقة حصوله على هذا التراب. وبيّن أنّ فريق هيئة السيطرة على الإشعاع رفع حتى الآن كميات كبيرة من التراب من منزله، وخزنها في 200 برميل على الأقل، وما زال العمل جاريًا. لا تعليق من هيئة السيطرة على مصادر الإشعاع من جانبها رفضت الهيئة العراقية للسيطرة على مصادر الإشعاع تقديم أي معلومات عن الواقعة، في المقال طلب المسؤول عن التواصل مع وسائل الإعلام وقتًا للرجوع إلى المسؤولين في الهيئة قبل إعطاء أي تصريحات. كما لم تصدر أي جهة رسمية بيانًا حول التلوث الإشعاعي في قرية الدولاب، باستثناء رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة بابل حسين الدهموشي. الإشعاع الآن أقل بـ10 مرات وكان الدهموشي قد أكّد في تصريحات مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، اطلاعه على موقع التلوث الإشعاعي. ووصف رئيس لجنة الصحة والبيئة في بابل الأمر بـالبسيط، قائلًا: هو عبارة عن تلوث إشعاعي لا يمتد إلى الشارع المقابل أو المنطقة المقابلة، مضيفًا أنّ الإشعاع كان مرتفعًا لدى رصده أول مرة قبل أشهر، لكن بعد البحث وإزالة طبقات من التربة وبعض حاجيات المنزل انخفض مستوى الإشعاع بنسبة 10 مرات أقل. وقال الدهموشي أيضًانّ الفريق سيتوقف عن إزالة طبقات التربة حين الوصول إلى مستوى أمن من الإشعاع، وهو المستوى المقبول في أي مكان من الحلة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنّ الإشعاع ناجم عن مادة مشعة بسيطة، حالها حال المواد التي تستخدم لأغراض طبية، دون تحديدها.6 وفي توضيح آخر، أكّد الدهموشي، أنّ السبب الحقيقي ليس كما أشيع أنه بسبب حاويات تحتوي على بودر المادة المشعة، بل هو بسبب الأجهزة الكهربائية البالة التي تم استيرادها بعد 2003 دون رقابة. التعتيم يربك سكان القرية ويعمل فريق هيئة السيطرة على مصادر الإشعاع في الموقع منذ أكثر من 3 أشهر، وسط تعتيم رسمي، فيما قال شاهد عيان من سكان المنازل القريبة، لـصحيح العراق، إنّ الفريق يقيم في موقع قريب مستأجر. وأبدى شاهد العيان استغرابه من التعتيم على نسب النشاط الإشعاعي في المنطقة، قائلًا إنّ هذا التعتيم سمح بترويج شائعات كبيرة حول المنطقة سيكون لها أثر سلبي كبير على السكان، من بينها انهيار أسعار المنازل، ورفض عوائل المناطق القريبة اقتران بناتهم بشبان قرية الدولاب، خشية الإصابة بالإشعاع، أو تداعيات محتملة مستقبلًا تهدد حياة الأجنة والأطفال. فيما قالت طالبة جامعية تسكن على بعد منازل قليلة من الموقع الملوث لـصحيح العراق، إنّ القلق الأكبر يتمثل في خوف الأهالي من تلوث الأغذية بالإشعاع، بالنظر إلى الفترة الزمنية الطويلة التي تعرضت لها القرية لانبعاثات المادة المشعة، مبينًا أنّ بعض سكان المنطقة يربطون بين هذا التلوث وحالات إصابات بأمراض السرطان شخصت مؤخرًا بين بعض أهالي المنطقة. السيزيوم يبقى في البيئة لسنوات عدة يتسبب السيزيوم 137 في حال كانت نسب الإشعاع مرتفعة جدًا، بحروق، وقد يؤدي إلى الموت، ويمكن أن يلوث الماء والأغذية.7 وبحسب منظمة الصحة العالمية، يبقى النظير المشع للسيزيوم في البيئة لسنوات عدة. ويمكن أن يؤدي التعرض لهذه المادة المشعة إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان. وفي حال تناول أغذية ملوثة بالسيزيوم فإنه ينتشر في الجسم، ويتطلب طرحه مع البول فترة طويلة جدًا بالنظر إلى دورة حياته التي تبلغ 30 سنة. وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ تسرّب مواد مشعّة على إثر طارئة نووية أو إشعاعية، يحدث نشاطًا إشعاعيًا إضافيًا في الأغذية، وتشير إلى أنّ هذه المواد المشعة يمكن أن تترسب على سطح الأغذية مثل الخضروات أو الأعلاف الحيوانية، في حال تساقطت من الهواء أو وصلت عبر مياه الأمطار أو الثلوج، إذ تنتقل النويدات المشعة مع مرور الزمن عبر التربة إلى المحاصيل أو الحيوانات وتتراكم داخل الأغذية، كما يمكن أن تنجرف النويدات المشعة إلى الأنهار والبحيرات والبحر حيث يمكن أن تستقر في الأسماك والمأكولات البحرية.8 رغم ذلك، يقلل رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة بابل، حسين الدهموشي، من خطورة نسب الإشعاع المسجلة في الموقع الملوث، إذ يقول إنها ليست بهذه الخطورة. في الوقت ذاته قال الدهموشي إنه جاري العمل على خطة محلية لمسح الإشعاع في بابل، وإصدار قرار يلزم مديرية بيئة بابل بإعداد كشف لآلية متخصصة لكشف الإشعاع، لتجنب مخاطر تسرب مصادر التلوث الإشعاعي إلى مصانع الحديد والصلب، وبالتالي انتشارها في المنشآت والمباني والمنازل.9