Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي تصريحًا منسوبًا للممثلة المصرية سمية الخشاب، تقول فيه: أمنيتي أزور مدينة الصدر لأن أسمع بيها منبع الأبطال والرجولة.
الحقائق
الخبر غير صحيح، إذ لم تدل الممثلة المصرية سمية الخشاب بمثل هكذا تصريح، ولم تذكر مدينة الصدر في العراق على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أو في لقاءاتها.
ومن خلال البحث في منشورات الخشاب على صفحتها في منصة أكس التي تنشط عليها، وباستخدام الكلمات المفتاحية الصدر العراق بغداد مدينة، لم يتم العثور على المنشور المتداول أو أي تعليق آخر يتعلق بمدينة الصدر. 1
ومن خلال البحث على صفحات الممثلة المصرية، على منصتي فيسبوك وأنستغرام لم يتم العثور على أي منشور حول مدينة الصدر. 2
وأثناء البحث عن آخر ظهور تلفزيوني، نجد أن آخر لقاءاتها كان لصالح موقع وشوشة المصري، في 5 حزيران يونيو الجاري، لم تدل فيه بأي تصريح حول مدينة الصدر العراقية. 3
ومن خلال التعمق بالبحث، نجد أن مصدر التصريح المتداول، هو صفحة عراقية باسم هلا مدينة، فهي أول من نشر التصريح المزيف، في 27 حزيران يونيو الجاري، وحصل على 29 ألف تفاعل، ومن ثم تداولته صفحات كثيرة دون التحقق من صحته، ومن دون حذف أو إضافة شيء للمنشور. 4
ومدينة الصدر منطقة شعبية تعد من أكثر ضواحي العاصمة بغداد اكتظاظًا بالسكان، وصاحبة الأسماء المتغيرة مع تغيّر الأنظمة السياسية في العراق، وهي تُمثل الضاحية الشرقية للعاصمة، وتضم 79 تجمعًا سكنيًا يسمى كل واحد منها محليًا بـالقطّاع، وهذه القطاعات ذات كثافة سكانية عالية، وتعتبر المعقل الرئيس لأنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. 5
ظهر وزير الإعمار بنكين ريكاني أمس الثلاثاء في جولة عند مشروع مجسر الطلائع ، بعد أن عبرت عاصفة مطالبات بوقف العمل الذي يجري على مسافة قريبة جدًا من جامع زمرد خاتون التاريخي وسط بغداد، مشيرًا إلى مواصلة المشروع على الرغم من تنبيهات المختصين التي حذرت من انهيار الموقع التاريخي.
في هذا التقرير يكشف صحيح العراق حجم الأضرار التي سببها المشروع حتى الآن في الموقع الأثري الفريد، ويشير إلى التجاهل الذي يبديه وزير الإعمار والإسكان بوصفه المسؤول عن المشروع، بالاستناد إلى معلومات قدمها مختصون ومسؤولون في الهيئة العامة للآثار والتراث
موقع العمل:
يعتبر مرقد السيدة زبيدة، أو جامع زمرد خاتون، من المراقد الأثرية المشهورة القديمة في العراق، ويقع في مقبرة الشيخ معروف في جانب الكرخ من بغداد، ويضم قبرًا ينسب خطًأ إلى السيدة زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، وتعلو المرقد منارة مخروطية الشكل، لكن المصادر التاريخية تشير إلى أنّها المرقد يعود إلى السيدة زمرد خاتون أم الناصر لدين الله العباسي، وزوجة المستضيء بأمر الله، المتوفاة عام 599 هجرية 1202 ميلاجي، وقربها قبر عائشة خاتون أم أحمد باشا، والي بغداد، وزوجة حسن باشا الوالي في العهد العثماني.1
المسافة بين المشروع والمدفن الأثري
وأظهرت مراجعة للخرائط أجراها صحيح العراق، أنّ فرق من دائرة الطرق والجسور في وزارة الإعمار ضخت كميات كبيرة من المياه بشكل مباشر باتجاه الباب الخارجي من جامع زمرد خاتون، بمسافة لا تتجاوز 15 مترًا، بعد عمليات حفر تسببت في خلل كبير ضمن أساسات الموقع الأثري.2
فيما تظهر صور نشرتها الهيئة العامة للآثار والتراث، أعمال الحفر بمسافة قريبة جدًا من المنارة التاريخية، وقالت إن وزير الثقافة وإدارة الهيئة أجريا جولة بهدف إيقاف التجاوز على محرمات الموقع وتعديل مسار المجسر.3
والمشروع الذي تشرف عليه وزارة الإعمار، جزء من مشاريع فك الاختناقات المرورية، الحزمة الأولى، ويتمثل بمجسر كونكريتي يرتبط بساحة الطلائع، ويعرف أيضًا بمجسر البيجية4، وبدأت أعمال تنفيذه في تشرين الثاني نوفمبر 2023 حين أطلقه رئيس الوزراء.5
وتقول الوزارة، إن أعمال المشروع الذي سيشكل محورًا مهمًا وجديدًا لنقل حركة المركبات عبر ربط منطقة باب المعظم بمنطقة المنصور في بغداد، مستمرة عبر حفر وصب 73 ركيزة من أصل 120 ركيزة يقوم عليها المشروع، مع صب قبعاتها، وهو يتكون من جزأين؛ مجسر البيجية بطول كلي يبلغ 800 متر مع المقتربات، وعرض 25 مترًا، بواقع 12 فضاء ويربط شارع المطار بالطريق المؤدي إلى ساحة اللقاء، والثاني يمتد من ساحة الطلائع مرورًا فوق شارع 14 تموز طريق مطار المثنى، بطول 3 كيلومترات مع المقتربات، فضلًا عن عمل استدارات مجسرة عند التقاطع مع شارع 14 تموز.6
هل تكفي السقالات لمنع انهيار المدفن؟
وعلى الرغم من موجة الاعتراضات، لم يصدر عن وزارة الإعمار والإسكان أي بيان أو توضيح حول مسار المجسر، بل على العكس، تواصل الوزارة نشر فيديوهات من أعمال مجسر البيجية بعنوان وتيرة العمل متسارعة في المشروع.7
لكن نبيل الصفار المتحدث باسم الوزارة، أكّد لـ صحيح العراق أنّ العمل يجري الآن بعيدًا عن الجزء المحاذي لمقبرة الشيخ معروف ومنارة قبر زمرد خاتون، بانتظار حسم آلية استئناف العمل بالتنسيق مع دائرة الآثار والتراث.
ويتلخص الحلّ الذي يقترحه وزير الإعمار بنكين ريكاني، والذي أشار إليه الصفار أيضًا بـ بنصب الحمالات والسقالات سكلات، لربط البرج أو الشاخص الأثري المنارة المخروطية لتجنب وقوع أضرار أثناء أعمال الحفر وصب الركائز.
وهنا يقول مسؤول رفيع في دائرة الآثار والتراث لـ صحيح العراق، إنّ الرأي الرسمي للهيئة يرفض هذا الاقتراح بشكل قاطع، كما سبق أنّ رفضت التصاميم الأولية للمشروع نهاية عام 2023، مبينًا أنّ الجهات المسؤولة في الوزارة تجاهلت الرفض الأولي للمشروع ومضت فيه، والآن تحاول التنصل عن مسؤوليتها باقتراح حلول شكلية لن تحمي الموقع الأثري ولا تعالج الخلل الذي أصابه.
انهيارات موثقة مقابل تعهد شفهي!
ويؤكّد المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، أنّ أعمال الحفر وضخ المياه أدت بالفعل تضرر الموقع وانهيار بعض الأجزاء من مسجد زمرد خاتون، وهي أضرار وثقتها لجنة من هيئة التراث أجرت كشفًا على الموقع مؤخرًا وحددت حجم التعارضات.
وشهدت الأيام القليلة الماضية اجتماعات بين هيئة التراث ووزارة الإعمار لكنها لم تفض إلى نتيجة مقبولة كما علم صحيح العراق من المسؤول الذي حضر هذه الاجتماعات، إذ بين أنّ المشكلة تتمثل في رأي وزارة الاعمار التي تريد وضع السقالات على المنارة والمضي بأعمال التشييد، بينما ترى الهيئة أنّ وضع السقالات ليس الحل، بل يجب صيانة أساسات الموقع بالكامل ثم إكمال المشروع لأن الاهتزازات أدت إلى أضرار كبيرة، ويمكن أن تقع انهيارات أكبر في حال المضي بالعمل بهذا الشكل.
يقول المسؤول أيضًا إنّ وزير الإعمار بنكين ريكاني أعطى تعهدات شفهية بضمان عدم تضرر الموقع الأثري لكن هذه الضمانات لا يمكن قبولها، وتشترط الهيئة مخاطبات حكومية رسمية تضمن سلامة الموقع كليًا وعدم تضرره، مشيرًا إلى أنّ مشروع كان بالأساس ضمن مقبرة الشيخ معروف، لكن تم تعديل المخططات الخاصة بجزء المقبرة ليكون خارجها.
وكانت الوزارة أصدرت في كانون الأول ديسمبر 2023، بعد تداول أخبار عن عزم الحكومة إزالة مقبرة الشيخ المعروف لتنفيذ المشروع، بيانًا أشار إلى أنّ المشروع كان يتضمن شارعًا داخل مقبرة الشيخ معروف، لكن الحكومة قررت استبداله بمجسر لتقليل عدد القبور التي يتم رفعها، ونفت ما يشاع حول رفع المقبرة بالكامل، وإنما القبور التي تتقاطع مع أعمدة المجسر التي سيتم تقليصها للحد الأدنى بإنشاء مجسر ذي فضاءات طويلة، موضحة أنّ جميع الرفات سيتم نقلها على نفقة الوزارة وبإشراف العلماء، كما أكّدت في ذات الوقت أنّ العمل داخل المقابر ليس جديدًا لأغراض المصلحة العامة، وحتى مقبرة الشيخ معروف نفسها تم رفع عدد من قبورها في التسعينات لأغراض بناء الجامع والشارع وغيرها الكثير من الأمثلة داخل العراق وخارجه.8
اجتماع آخر قريبًا
بدوره، كشف مدير عام الصيانة والحفاظ على الآثار في الهيئة العامة للآثار والتراث محمد البياتي، عن اجتماع قريب آخر بين الهيئة ووزارة الإعمار على أمل الوصول إلى حل يضمن سلامة الموقع الأثري.
ولم يخف البياتي في تصريحه لـ صحيح العراق، المخاوف بشأن مضي المشروع بالشكل الحالي، محذرًا من أنّ الوضع خطر جدًا وغير مطمئن بالنسبة للموقع، فيما بيّن أنّ الاجتماع سيجري بحضور رئيس الهيئة والممثل القانوني لـ تحديد مصير العمل وطريقة حل المشكلة.
وسبق أنّ نفت هيئة الآثار والتراث، موافقتها أو وزارة الثقافة على إطلاق الأعمال الجارية قرب جامع زمرد خاتون، إذ ناشد البياتي، في منشور على صفحته في فيسبوك رئيس الوزراء بالتدخل وإيقاف العمل، مؤكدًا أنّ وزارة الثقافة والسياحة والآثار، والهيئة العامة للآثار والتراث رفضتا إعطاء موافقة للحفر قرب الجامع، والذي يبعد تقريبا 15 مترًا وهو ضمن محرمات الموقع الشاخص الأثري، وقال إنّ العمل سيؤدي إلى سقوط هذا الأثر المهم لبغداد والعالم، وهو مخالف لما جاء بقانون الآثار المرقم 55 لسنة 2002 التجاوز على المحرمات والموقع الأثري، داعيًا إلى البحث عن طريقة أخرى من قبل المنفذين لإكمال المشروع كأن يكون جسرًا معلقًا أو تغيير مسار المجسر.9
بالمقابل، يقول المتحدث باسم وزارة الإعمار نبيل الصفار لـ صحيح العراق، إنّ جميع الأعمال والمشاريع التي تنفذها الوزارة لا تبدأ إلاّ بعد الموافقة والتنسيق والتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة، سواء وزارة النفط والنقل والثقافة والآثار، من أجل الاتفاق على رفع التعارضات ووضع الخطط المناسبة لضمان عدم إحداث ضرر لأي جهة.
وأضاف الصفار، أنّ مجسر الطلائع الذي من المقرر إنجازه منتصف العام المقبل، شهد تنسيقًا وترتيبًا مع هيئة الآثار والجهات ذات العلاقة لضمان عدم إحداث أي ضرر بالأماكن التراثية والتاريخية، رافضًا التعليق حول إمكانية تغيير مسار الجسر، واكتفى بالإشارة إلى أنّ الوزارة على تواصل مع الجهات المعنية.
وبحسب آخر الإجراءات فإنّ وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني، وجّه الأقسام الهندسية بضرورة وضع خطة عاجلة بالتشاور مع هيئة الآثار ووضع الحلول الهندسية المناسبة لموقع جامع زمرد خاتون، ورفع التجاوزات القريبة وكل ما من شأنه التأثير على الموقع الأثري، وتقديم خطة سريعة لإجراء صيانة إنقاذية للمكان خلال الفترة القادمة.10
مخالفة قانونية صريحة!
ونص قانون الآثار والتراث العراقي رقم 55 لسنة 2002، في الفقرة ثالثًا من المادة 9 على: تلتزم الجهات المعنية بالمحافظة على المواقع الأثرية والتراثية والتاريخية عند وضع المشروعات العامة الصناعية والزراعية والإسكانية ومشروعات تخطيط المدن والقرى ومشروعات تعبيد الطرق باستحصال الموافقة التحريرية على ذلك من السلطة الآثارية قبل إعداد تلك المشروعات أو عند تغييرها.
كما نصت الفقرة الخامسة من ذات المادة على: لا تمنح إجازة البناء في المناطق التي تضم مواقع أثرية وفي الأماكن القريبة منها بحدود كيلومتر واحد إلا بعد موافقة السلطة الاثارية التحريرية خلال 30 يومًا من تاريخ تقديم طلب الإجازة.
ونصت المادة 15 من القانون على منع التجاوز على المواقع الأثرية والتراثية والتاريخية بما فيها التلول والأراضي المنبسطة التي عثر فيها على الملتقطات الأثرية وإن لم يتم نشرها في الجريدة الرسمية وكانت في ظروف يمكن للشخص المعتاد العلم بها.11
وبحسب الصور المتداولة، فإنّ أعمال الحفر وضخ كميات كبيرة من المياه بمسافة قريبة من منارة زمرد خاتون التاريخية، يهدد بانهيار أجمل تجسيد للقباب المخروطية في العراق، فهي تجمع عناصر معمارية وزخرفية تمثل نقلة نوعية في فنون العمارة بين الأجيال السابقة واللاحقة.
ويتكون المبنى من غرفة مثمنة من الداخل والخارج يبلغ طول ضلعها 7.65 متر من الخارج وترتفع بمقدار 8.30 متر، وجدرانها سميكة جدًا تزيد في أسفلها على ثلاثة أمتار، ويتوسط المدخل أحد أضلاعها الشمالية وينفتح عليه من الجهة اليسرى ببوابة سلم يقود إلى السطح من داخل الجدران.12
ويحذر مختصون من أنّ استمرار أعمال الحفر قرب القبة التاريخية التي بلغ عمرها 800 سنة، وتعتبر من أهم القباب على مستوى العالم، والحفريات التي تجري بالقرب منها قد تؤدي إلى انهيارها.13
هذه القصص ليست من القرون الوسطى!
ماذا تعرف عن أصحاب البشرة السمراء في العراق؟
يفتقرون للتعليم والعمل لكنهم لا يفكرون بالهجرة
مرت أكثر من 11 عامًا منذ مقتل الناشط، أسمر البشرة، جلال ذياب، في قضاء الزبير بالبصرة، مؤسس جمعية أنصار الحرية للدفاع عن حقوق المواطنين ذوي البشرة السمراء1، دون تغيير يذكر على مستوى الحقوق الأساسية لهذه الشريحة من العراقيين، إذ ما تزال تعاني تمييزًا اجتماعيًا وترديًا تعليميًا وصحيًا، فضلاً عن غياب التمثيل السياسي.
في هذا التقرير يقدم صحيح العراق معلومات أساسية عن العراقيين من أصحاب البشرة السمراء، أو الأفروعراقيون، ويسلط عبر قصص بعضهم الضوء على حجم التمييز الذي يواجه هذه الشريحة على مستوى التعليم والصحة والعمل.
العراقيون أصحاب البشرة السمراء
الأفروعراقيون هم عراقيون من أصول أفريقية، دخلوا البلاد من ساحل كينيا وتنزانيا وموزمبيق وزنجبار وإثيوبيا ودول أفريقية أخرى، كبحارة أو عمال أو عبيد أسرى أو جنود مستعبدين، عندما كانت البصرة مركزًا بارزًا لتجارة الرقيق في الإمبراطورية الإسلامية بين القرنين التاسع والتاسع عشر.2
يتواجد العراقيون من ذوي البشرة السمراء في محافظات البصرة، وميسان، وذي قار، كما توجد تجمعات قليلة منهم في بغداد وواسط ومدن أخرى. ويقدر سعد سلوم الخبير في شؤون التنوع في العراق أعدادهم بين 250 ألفًا و400 ألف نسمة، بناء على عملية تخمينية أجراها مع ناشطين من هذه الأقلية العرقية، إذ لا توجد إحصائية رسمية بذلك.3
لا حقوق ولا رعاية عنف وتنمر فقط!
صحيح العراق تحدث إلى 3 شبان وفتاتين من أصحاب البشرة السمراء يقطنون البصرة وميسان وذي قار، ويتفق جميعهم أنّ المجتمع ما زال يعتبرهم عبيدًا.
تقول ليلي، وهو اسم مستعار لفتاة من البصرة بلغت العشرين توًا، إنّ أصحاب المحال التجارية يوظفون أصحاب البشرة السمراء مقابل أجور أقل من أقرانهم من أصحاب البشرة البيضاء، ويفرضون عليهم مهام أشد صعوبة، فضلاً عن المعاملة غير اللائقة.
تؤكّد ليلي أيضًا لـ صحيح العراق، أنّ هذه المعاناة تنتقل بين أصحاب البشرة السمراء من جيل إلى آخر، ما قاد إلى ترد مستمر على مستوى التعليم والصحة وبالنتيجة الوظائف والمكانة الاجتماعية.
ليس الحال أفضل بالنسبة إلى مخلد عبد الله، الشاب الذي يعمل في ورشة حدادة في الناصرية، إذ يقول إنّ عائلته وأقرانها اعتادت العيش بين أفراد المجتمع كطبقة أدنى، يمكن أن تتعرض في أي لحظة إلى التنمر والعنف اللفظي أو الجسدي، سواء في المدرسة أو مواقع العمل أو الشارع.
بدورها تؤكّد كريمة المبارك، نائبة رئيس تجمع أبناء البشرة السمراء، أنّ أطفال هذه الشريحة يتعرضون للتنمر في المدارس، دون رادع أو إجراءات من قبل إدارات هذه المدارس أو الجهات المختصة، وتقول إنّ أبناء وبنات هذه الأقلية يتعرضون للتجريح في الشارع.4
فيما تقول زينب الكاملي، ناشطة عراقية تنتمي لهذه الأقلية، إنّ التنمر على أصحاب البشرة السمراء يكون أحيانًا عبر إطلاق مفردات ساخرة مثل الخال أو الأسود أو الباذنجان.5
يتطور التمييز ليأخذ أشكالاً أقسى بالنسبة للشبان والفتيات من أصحاب البشرة السمراء، إذ تمنع العادات الاجتماعية الاقتران بهم أو مصاهرتهم، كما في قصة سمير الذي تحدث صحيح العراق.
سمير اسم مستعار أيضًا لشاب بلغ 29 عامًا، وقد اضطر إلى الهرب بعيدًا عن عائلته ليتمكن من الاقتران بحبيبته ص، الفتاة السمراء التي تصغره بخمسة أعوام، مبينًا أنّ عائلته رفضت بشكل قاطع ارتباطه بها وهم الآن منبوذون اجتماعيًا.
أما مشتاق، 49 عامًا، فقد كان على موعد مع أزمة عائلية بعد 11 عامًا من الزواج، إثر إخفاء أصوله الأفريقية عن زوجته وعائلتها. ويقول لـ صحيح العراق عن الأزمة التي وقعت قبل 5 سنوات، إنّ عائلة زوجته طالبته بطلاقها فورًا بعد اكتشاف السر.
أخفى مشتاق أصوله مستفيدًا من لون بشرته غير الداكن، ويشير إلى أنّ الخوف من الرفض والنبذ والرغبة في حياة طبيعية ضمن أسرة اعتيادية بعيدًا عن التنمر والعنف، كان وراء مغادرة منطقة سكنه الأصلية، ثم إخفاء أصوله عن زوجته وعائلتها.
رفض الرجل الذي يقترب من عقده الخامس طلاق زوجته، وتمسك بحضانة أطفاله الأربعة كما يشير، ما دفع زوجته لاحقًا إلى الانضمام إليه لمواصلة حياتهما، قبل أنّ تتلاشى الأزمة تدريجيًا مع عائلتها.
التهميش موروث تاريخي
ينبع هذا التمييز والعنف، وفق مهدي التميمي مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، من الموروث التاريخي، على الرغم من اندماجهم بالمجتمع واندثار لهجتهم الخاصة، وسط إهمال من الجهات المسؤولة وتهميش سياسي.
يثير ذلك امتعاض ناشطين من أصحاب البشرة السمراء، إذ يؤكّد ماجد الخالدي الذي ينتمي لهذه الأقلية، أنّ المناصب التنفيذية في البصرة تخلوا من أصحاب البشرة السمراء، كما يشكو من بعض رجال الدين الذين يربطون لون البشرة السمراء بالعبودية، مطالبًا بتمثيلهم في مجلس النواب عبر الكوتا الحصص النسبية للأقليات، شأنهم شأن الأقليات الأخرى.6
فيما تقول زينب الكاملي، وهي ناشطة سمراء، إن هدفها من خلال هذا النشاط هو الوصول لمجتمع متجانس، وأخذ الاستحقاق النيابي لهذه الفئة أسوة بالأقليات الأخرى.
لكن أصوات الكاملي والنشطاء الآخرين فضلاً عن المهتمين بقضايا حقوق الإنسان ما تزال غير مسموعة، وسط تحذيرات من عواقب وجود فئة اجتماعية غير فعالة للمجتمع لا تحظى بالحقوق الأساسية، ما قد يقود إلى تصاعد العنف لاحقًا، كما حدث في الثورة التي تعرف بـ ثورة الزنج في جنوب وشرق العراق في القرن الثالث الهجريالتاسع الميلادي زمن الخلافة العباسية.7
ويطالب أفارقة العراق بتجريم كل أشكال التمييز تجاههم، فضلاً عن تمثيلهم في البرلمان، ومنحهم حق المنافسة على المناصب مرموقة في الدولة، عبر تشريع قانون حماية التنوع، الذي ما يزال مسودة في أدراج مجلس النواب منذ سنوات.8
ومن المفترض أن يحل القانون بدل المادة 125 من الدستور التي تخص حقوق الأقليات، ويحظر تفريق أو استثناء أو تقييد أو تفضيل في التعامل بين الأفراد أو الجماعات يقوم على أساس الدين أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الإثني أو الاجتماعي أو الجنس أو اللغة أو العرق أو الرأي السياسي أو العقيدة أو المذهب أو الطائفة.9
ويشمل القانون إضافة إلى هذه المادة الأساسية، 19 مادة أخرى، من بين نصوصها أنّ تكفل الدولة حق الأفراد في الحياة والأمن والحرية دون أي تمييز ولا يجوز تقييد هذا الحق إلا وفق أحكام هذا القانون أو قرار قضائي، وأنّ تلتزم الجهات المختصة حماية حق الملكية لكافة الافراد وحق التصرف فيها من دون تمييز، وأنّ تكفل الدولة ضمان المساواة وتكافؤ الفرص في حق العمل والوظيفة وفي الحياة الثقافية والاجتماعية من دون تمييز، وأنّ تتخذ الدولة التدابير اللازمة والبرامج المطلوبة للقضاء على التمييز بسبب النوع الاجتماعي أو الاعاقة، وتكفل اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية الأفراد والمكونات من التعرض إلى الترهيب أو الكراهية أو التمييز بسبب هويتهم القومية أو العرقية أو الدينية أو المذهبية أو النوع الاجتماعي.10
وتوقفت إجراءات تشريع القانون عن القراءة الأولى منذ عام 2016، على الرغم من محاولات منظمات وجهات مختصة تسريع هذه الإجراءات بعد نقاشات حول النصوص الواردة فيه.11
يغنون ولا يفكرون في الهجرة
وعلى الرغم من كلّ هذه المعاناة، لا يفكر أصحاب البشرة السمراء في الهجرة أو مغادرة مناطقهم الأصلية في العراق، كما توصلت دراسة أجراها مركز المنصة للتنمية المستدامة12، والتي أشارت إلى أنّ غالبية العراقيين من أصول أفريقية يعانون من انخفاض في مستوى التعليم وارتفاع معدلات البطالة وصعوبة في الحصول على خدمات صحية والتمييز.
كما يشتهر ذوو البشرة السمراء في البصرة بالفن والغناء الشعبي، وهناك عدة فرق شعبية مشهورة لهم، أبرزها الشاهين وأهل الزبير والخيزران.13
ردًا على صور متداولة مع معلومات عن توقف العمل في حقل غرب القرنة1 إثر ارتفاع درجات الحرارة ، أصدرت شركة نفط البصرة بيان نفي جاء في نصه أنّ الصورة المرافقة للخبر ليست في حقل غرب القرنة1 ولا في أي حقل آخر من حقولنا النفطية، وقالت الشركة إنّ هذا الإجراء غير معمول به في حقولنا النفطية.
الحقائق:
تضمن بيان شركة نفط البصرة معلومات غير صحيحة، إذ وقعت إدارة الشركة في خطأين:
قالت إدارة الشركة، إنّ الصورة المرافقة للخبر ليست في حقل غرب القرنة1 ولا في أي حقل آخر من حقولنا النفطية.
التصريح غير دقيق، إذ أنّ الصور المتداولة تعود إلى مواقع ضمن حقول نفطية في البصرة، لكنها تعود إلى سنوات سابقة.
ويكشف بالبحث العكسي، أنّ صورة الراية البنفسجية وخلفها شعلة نفطية، سبق أن نشرت في آب أغسطس 2019، وقد التقطت في حقل مجنون الذي تديره شركة نفط البصرة، كما يظهر من مقارنتها بمشاهد سابقة نشرتها الشركة ذاتها عبر صفحتها الرسمية.1
فيما تعود الصورة التي تظهر الراية إلى جانب رافعة، إلى شهر آب أغسطس من العام الماضي 2023، فوق منشآت شركة مصافي الجنوب وحقول الرميلة في البصرة أيضًا.2
قالت إدارة الشركة، إنّ هذا الإجراء غير معمول به في حقولنا النفطية.
التصريح غير صحيح أيضًا، إذ سبق اتخاذ هذا الإجراء ضمن حقول النفط في البصرة، كما يظهر من الصور ذاتها، وهو إجراء تعتمده الشركات النفطية بعد تجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية، ويعني حالة إنذار قصوى في الحقول.3
ويأتي تداول هذه الصور بالتزامن مع موجة الحر التي ضربت العراق، إذ سجلت مناطق واسعة، من بينها البصرة، درجات حرارة تلامس وتفوق 50 درجة مئوية.
وحول آلية العمل في حقول النفط في ظل هذا المستوى من درجات الحرارة، قالت شركة نفط البصرة إنّ هناك تدابير وقائية للتقليل من مخاطر التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة أثناء تأدية الأعمال الحرجة، ومنها برنامج الإجهاد الحراري الذي يتضمن توصيات وإجراءات محددة لتفادي هذه المخاطر.4
قال فاضل وتوت، أمين سر نقابة الفنانين، خلال برنامج جس النبض الذي يعرض على قناة الأولى، ردًا على انتقدات عدم تحرك النقابة لإزالة نصب الإصبع من أمام أحد فنادق بغداد، إلا بعد نشره في وسائل التواصل الاجتماعي دقيقة 26: أنا أول واحد نزله نصب الإصبع وقلت سأزيله أي قبل نشره في وسائل التواصل.
الحقائق
التصريح غير دقيق، إذ يظهر البحث أنّ الفنان فاضل وتوت لم يكن أول من نشر صورة النصب للمطالبة بإزالته، كما أن تحرك النقابة جاء بعد انتشار صور النصب بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من خلال مراجعة الصفحة الرسمية للفنان فاضل وتوت على الفيسبوك، والتي تحمل اسم أبو العز وتوت وتوت ، نجد أنّه شارك منشورًا لنصب الإصبع من صفحة بغداد الآن، بتاريخ 3 حزيران يونيو 2024، وعلّق على المنشور بالقول: نحجي نطلع مو خوش أوادم، فندق كبير ومعلم في أهم موقع في بغداد، والنصب هذا، هسه شدوس رحمه للكعبه.1 1
وقد رصد صحيح العراق انتشار صور النصب وتداولها بشكل واسع قبل ذلك التاريخ، وتحديدًا منذ نيسان أبريل الماضي، أي قبل مشاركة الفنان فاضل وتوت للمنشور بأكثر من شهر، حيث انتشر بشكل أوسع مطلع حزيران يونيو.2
في حين، جاد تحرك نقابة الفنانين، في 4 حزيران يونيو الجاري، أي بعد أن تم تداول صور النصب لأكثر من شهر، وبشكل مكثف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالبت النقابة الهيئة الوطنية للاستثمار، الإيعاز إلى أحد المستثمرين بإزالة نصب الإصبع الموضوع أمام واجهة مبنى فندق قلب العالم قيد الإنشاء بمنطقة الجادرية في العاصمة بغداد، على خلفية موجة السخط والانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي، داعية المستثمر إلى إعلان مسابقة لتصميم وتنفيذ النصب من خلال فنانين تشكيليين عراقيين.3
وشارك الفنان فاضل وتوت منشور نقابة الفنانين، وعلق بالقول: نقابة الفنانين العراقيين لن تقف مكتوفة الأيدي مع التشوه الفني في أي بقعة من العراق، لذا اقتضى التنويه.4
وأثار نصب الإصبع موجة من السخرية والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يرى المنتقدون أنه ينطوي على إيحاء جنسي، وتعبيرًا لا يمثل حضارة وتاريخ بغداد، فيما دافع آخرون عن العمل باعتباره نسخة لأحد أعمال النحات الفرنسي سيزار بالداتشيني، مشيرين إلى وجود هذا النصب في مواقع متعددة حول العالم.
ما قصة إبهام سيزار؟
وسيزار بالداتشيني، هو نحات فرنسي، تحتفي به باريس سنويًا، وقد تم منح اسمه لأهم جائزة سينمائية في فرنسا، بعد أن أنجز عشرات المنحوتات خلال حياته التي قاربت 80 عامًا، لكن أشهرها يبقى «الإبهام» البرونزي الذي يزن 18 طنًا، وينتصب بارتفاع 12 مترًا، حيث تحتل منذ 1994 موقعًا مميزًا في ساحة «كاربو»، عند مدخل مركز الصناعات والتقنيات الجديدة في ضاحية باريس الشمالية.5
ويوجد نصب الإبهام في عدة دول حول العالم، ففي قطر يتوسط سوق واقف التراثي نصب إبهام سيزار، ليكون بمثابة معلم للفن الحديث في قلب مدينة الدوحة، ويُسهم الموقع الدقيق للمنحوتة في إبراز حجمها مقارنة بالمباني المحيطة بها.6
قال حيدر اللامي عضو ائتلاف دولة القانون، في لقاء متلفز على قناة زاكروس دقيقة 8: كم من الاعتداءات حصلت للسيد المالكي لم نقم دعوة في يوم من الأيام على أحد.
الحقائق
التصريح مضلل، إذ أن فترة حكم رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، شهدت إقامة دعاوى قضائية عديدة بحق شخصيات وجهات مختلفة من قبل مكتبه أو محاميه بتهم التشهير والقذف وغيرها.
في 10 شباط فبراير 2009، قام محامي رئيس الوزراء آنذاك، نوري المالكي، برفع دعوى قضائية ضد مالك موقع كتابات إياد الزاملي، وضد شخص آخر يكتب تحت الاسم المستعار علي حسين، بسبب مقال صدر في 5 كانون الثاني يناير من العام ذاته، يتهم مدير ديوان رئيس الوزراء بممارسة المحسوبية. 1
وفي 26 آيار مايو 2009، تم رفع دعوى قضائية ضد صحيفة الغارديان البريطانية بتوجيه من قبل مكتب رئيس الوزراء بسبب مقالة نشرتها الصحيفة، زعم فيها مصدر لم تفصح عنه بأن رئيس الوزراء يتجه نحو الحكم المطلق بصفة متزايدة، وطالبت الدعوى بتعويض يبلغ مليون دولار أميركي بدل أضرار. 2
وأيضًا في 31 كانون الثاني يناير 2014، قام فريق المالكي برفع دعوى قضائية ضد الصحفي سرمد الطائي، بسبب مقالات صحافية ومقابلات تلفزيونية اتهمه فيها بالقذف والتشهير. 3
ووفقًا لمرصد الحريات الصحفية، فإن المالكي رفع، خلال رئاسته الحكومة بين عامي 2006 و2014، عشرات الدعاوى بحق صحافيين وإعلاميين وجهوا انتقادات لسياساته، وأغلبية المؤسسات والمعارضين لسياسة المالكي كانوا ضمن قوائم الدعاوى وكانت تحرك باسم رئيس الوزراء لإسقاط بعض الجهات التي تطالب بمكافحة الفساد المالي والإداري والمطالبة بإصلاحات. 4
إلا أنّه في نهاية عام 2014، قام رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، بإسقاط جميع الدعاوى المتعلقة بالنشر من قبل رئاسة الوزراء ضد صحفيين، والتي رفعت في فترة حكم المالكي. 5
يتزامن الادعاء مع الدعاوى القضائية التي أقيمت من قبل رئيس الوزراء الحالي، محمد شياع السوداني، خلال فترة حكمه القصيرة ضد سياسيين ومحللين وإعلاميين بسبب آرائهم الشخصية منهم المحلل السياسي، محمد نعناع والمعارض السياسي، ليث شبر، والإعلامي قصي شفيق، وغيرهم. 6