مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
أثار احتفال العراق المركزي باليوم العالمي للبيئة، على مسرح وزارة البيئة في بغداد أمس، سخرية وانتقادات، إثر انتشار مقطع مصور يوثق معاناة الحاضرين إثر ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء عن أجهزة التكييف، فيما ظهر الوزير نزار آميدي أمام مروحة عمودية، إذ لا تعتمد الوزارة على مشاريع الطاقة المتجددة في مؤسساتها ودوائرها، ويقتصر نشاطها بهذا الصدد على ندوات التوعية.
ويحتفل العالم اليوم، 5 حزيران يونيو، باليوم العالمي للبيئة، وهو احتفال ينظمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة ويُعقد سنويًا، ويعتبر أكبر منصة عالمية للتوعية العامة بالبيئة ويحتفل به ملايين الأشخاص حول العالم منذ عام 1973،
وتستضيفه المملكة العربية السعودية هذا العام.1
الوزارة تثقف ولا تطبق
صحيح العراق تحدث إلى مسؤول في الوزارة حضر الحفل، وعلم أنّ ما حدث كان ناجمًا عن انقطاع التيار الكهربائي من المنظومة الوطنية، والاعتماد على مولد صغير غير كافي لتشغيل أجهزة التكييف العمودية المخصصة للمسرح.
وقال المسؤول الذي نتحفظ على كشف هويته، إنّ الوزارة لم تطبق حتى الآن مشاريع الطاقة البديلة في أي من مؤسساتها ودوائرها نتيجة عدم توفير تخصيصات كافية، مبينًا أنّ دور الوزارة يقتصر الآن على إشاعة ثقافة التحول نحو الطاقة النظيفة المتجددة فقط.
ولا فلس للبيئة في جداول الإنفاق
وراجع صحيح العراق تقارير الإنفاق الحكومي منذ تشرين الثاني أكتوبر 2022، حين نالت حكومة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إذ يظهر أنّ وزارة البيئة غابت تمامًا عن جداول الإنفاق الاستثماري.
عام 2022:
بلغ الإنفاق الحكومي الاستثماري في عام 2022 بالمجمل 12.018 تريليون دينار، لم تتضمن دينارًا واحدًا لوزارة البيئة.2
وعلى الرغم من أنّ جدول الإنفاق الاستثماري يظهر إنفاق 330.28 مليار دينار، في حقل المباني والخدمات لوزارة الصحة والبيئة، إلا أنّ المسؤول في وزارة البيئة أكّد أنّ هذه الأموال ذهبت إلى مرفقات تتعلق بوزارة الصحة، لا علاقة لها بالبيئة.
عام 2023:
وشهد العام الماضي، أول أعوام حكومة السوداني، ارتفاع الإنفاق الاستثماري إلى أكثر من الضعف مقارنة بعام 2022، إذ أنفقت الحكومة 24.192 تريليون دينار من موازنتها الاستثمارية.3
وغابت وزارة البيئة عن الإنفاق الاستثماري أيضًا لعام 2023، إذ لم تتضمن جداول الإتفاق تخصيص أي فلس للمشاريع أو الخدمات المتعلقة بالبيئة.
2024:
جداول الإنفاق العام للأشهر الأولى من 2024 لم تختلف أيضًا، إذ تظهر بيانات وزارة المالية المنشورة، أنّ الإنفاق الاستثماري حتى نهاية شهر آذارمارس الماضي، لم يتضمن مبالغ لوزارة البيئة.4
وبلغ حجم الإنفاق الاستثماري الحكومي للأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام 1.89 تريليون دينار، منها 1.18 لقطاع المباني والخدمات.
الحكومة لا تبالي إلى درجة تثير الذعر
وعلى الرغم من إقرار كبار المسؤولين في العراق بالخطر الهائل الذي يمثله التغير المناخي على العراق، بشكل يهدد الأمن الغذائي والأجيال القادمة5، إلاّ أنّ الجهات المسؤولة ما تزال غير مبالية على حد تعبير نائب رئيس حكومة كردستان قوباد طالباني.
طالباني قال في مقال نشرته الصحيفة الرسمية بعنوان كوارث وشيكة يجب أن توحّدنا قبل فوات الأوان، إنّ التقارير والدراسات المحلية والدولية تحذرنا كلَّ عام من كوارث كبرى لا يمكن إصلاحها. ومع ذلك، فإنَّ سياساتنا ونظام حكمنا في العراق وكردستان ما زالت غير مبالية بشكل كبير، وبدرجة تثير القلق والذعر.6
وذهب طالباني أبعد في تحذيره، مشددًا أنّ خطر التدهور البيئي أكبر بكثير من خطر الإرهاب، لأنَّ وجود الجماعات الإرهابية مؤقت مهما طال، وعواقبه انتقالية مهما كانت مؤلمة، لكنَّ هذا التدهور قد يكون مزمنًا وبعيد المدى، لا يمكن إصلاحه أو وقف تهديده الذي سينال حتمًا من الأجيال المقبلة، مبينًا أنّ المشكلة اليوم لم تعد تقتصر على الهجرة القسرية لعشرات الآلاف من الأسر في جنوب العراق ووسطه، والاتساع المخيف لرقعة التصحر، والانخفاض غير المسبوق للمياه السطحية والجوفية، بل تتفاقم إلى كوارث بيئية مستمرة دون اهتمام من أي جهة، وكأنها مصيبة تحدث في كوكب آخر، لا نعيش فيه. 7
كيف يؤثر التغير المناخي على العراقيين؟
وشهدت السنوات القليلة الماضية، نزوح شخص واحد من كلّ 10 أشخاص في أنحاء المحافظات الجنوبية والوسطى من العراق نتيجة التغير المناخي. 8
والعام الماضي، أشارت وكالة الأمم المتحدة للهجرة إلى زيادة عدد النازحين، نتيجة أزمة المناخ، بحوالي عشرة أضعاف مقارنة بعام 2021، مرجحة أن ترتفع معدلات النزوح أيضًا مع اشتداد التغيرات البيئية.9
فيما يحتلّ العراق المرتبة 61 من أصل 163 بلدًا في مؤشر اليونيسف عن مخاطر المناخ على الأطفال، ويصنف حسب تقرير الأمم المتحدة للبيئة العالمية رقم 6، باعتباره خامس دولة معرضة لنقص المياه والغذاء ودرجات الحرارة القصوى.10
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إنّ هذا الترتيب المرتفع يرجع إلى مخاطر تغيّر المناخ الشديدة التي يتعرض لها الأطفال في العراق، مشددة في أحدث بياناتها على ضرورة العمل على الحدّ من أثر تغيّر المناخ لما له من تأثير بالغ على مستقبل البلاد.11
تهديدات أمنية أيضًا
ومؤخرًا أشار تقرير نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أنّ المخاطر المناخية والبيئية في العراق تؤدي أيضًا إلى مشاكل أمنية، موضحًا أنّ ارتفاع معدلات درجات الحرارة وندرة المياه والتلوث وخسارة التنوع البيولوجي واسع النطاق ومجمل تأثيرات التغير المناخي والضغوط البشرية على البيئة، تساهم في إثارة الاضطرابات والتوترات المحلية وزيادة أبعاد الهشاشة بمختلف أصنافها.12
بالمقابل، تحدث وزير البيئة نزار ئاميدي في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، عن جهود حكومية جادة في مجال الإصلاح البيئي، مبينًا أنّ هذه الجهود تتضمن التعاقد على مشاريع الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، وإنجاز مشاريع الاستثمار في الغاز المصاحب بدل من حرقه في الهواء، وإنفاق أموال طائلة في استيراده لإنتاج الطاقة الكهربائية، واعتماد وزارة الزراعة السقي الحديث والبذور المقاومة للظروف البيئية والإدارة السليمة للمياه، وإشراك المؤسسات الأكاديمية والقطاعية في تحسين الواقع البيئي، وأيضا الجهود المضاعفة ما بين العراق والمنظمات الدولية والأمم المتحدة.13
وفي كلمة ثانية بثتها الوزارة اليوم، قال ئاميدي إنّ السوداني أقر محور للبيئة والطاقة المتجددة في البرنامج الحكومي، ودعم الإصحاح البيئي في الموازنات، مشيرًا إلى أنّ إجمالي ما تم تخصيصه لمحور البيئة والتغير المناخي بلغ أكثر من 10 مليار دولار، خصصت لدعم توجهات العراق لاستغلال الغاز المصاحب ومنع حرقه وإيقاف الانبعاثات وتوليد الطاقة الشمسية.14
كما أشار الوزير إلى مشاريع فك الاختناقات كجزء من خطة الحكومة لمواجهة التغير المناخي، فضلاً عن الإجراءات المتعلقة باعتماد أساليب الري الحديث، وقال أيضًا إنّ السوداني قرر أن يكون عام 2025 عام البيئة في العراق.14
والشهر الماضي، شهد العراق الإعلان عن أول خطة للاستثمار المناخي، بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهي خطة تهدف لدعم الاستثمار المناخي عبر تقديم خيارات قابلة للتطبيق للاستثمارات في القطاعات العامة والخاصة لتسهيل الإيفاء بالتزامات العراق المناخية، في استراتيجيات الاستثمار للفترة 2025 2030، كما تهدف إلى تسريع العمل المناخي، وجذب الاستثمارات، مع خلق بيئة آمنة لكل من المستثمرين الأجانب والمحليين.15
تداولت صفحات وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر نساء مقيدات، وزعمت أنّ المشهد يوثق عملية بيع سبايا لرجل كردي، أثناء فترة سيطرة تنظيم داعـ ـش.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ يظهر المشهد مقتطع مع عمل فني لفنانة كردية تدعى أريان رفيق، يوثق انتهاكات تنظيم داعـ ـش، وجرى تصويره قرب قلعة أربيل.
وبالبحث عن أصل الفيديو، يظهر أنّ المقطع جزء من مشهد تمثيلي شاركته الرسامة الكردية أريان رفيق، عبر حسابتها على وسائل التواصل الاجتماعي، يجسد الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين وفاجعة سجنار بعنوان الصياح المهموس للملائكة الأيزيدية.1
وفي 7 آذار مارس 2023، أشارت رفيق، عبر صفحتها في فيسبوك إلى معرض فني في حديقة قرب قلعة أربيل بعنوان الصرخة غير المسموعة لملائكة أزيد خان، وهو جزء من ذات العمل الذي يحاكي معاناة النساء الإيزيديات.2
وسبق أن تداولت وسائل التواصل الاجتماعي ذات المقطع عام 2023، وزعمت أنّ المشهد يوثق عملية بيع نساء إيزيديات أثناء فترة سيطرة تنظيم داعـ ـش.3
يشار إلى أن التنظيم المتطرف ارتكب انتهاكات بحق آلاف النساء والأطفال من الإيزيديين، عقب السيطرة على مدينة سنجار وبعض المناطق المجاورة عام 2014، وتقدر أعداد النساء والأطفال الذي تعرضوا للاتجار على يد التنظيم بنحو 6400 شخص، في حين ما تزال الكثير من النساء مفقودات على الرغم من مرور 8 سنوات منذ استعادة المناطق التي اجتاحها التنظيم.4
قال حيدر البرزنجي في مداخلات لبرنامج حبر سياسي الذي يعرض على قناة تعليقًا على قمع المتظاهرين في الناصرية دقيقة 10: ما شفنا هيج حالات صار أكثر من سنة و6 أشهر تقريبًا ما حصلت عدنا هيچ حالات قمع للمتظاهرين، وقال أيضًا دقيقة 2021: لا صحة لضرب النساء في تظاهرات الناصرية هذه مشاهد وصور من تظاهرات سابقة وأعيد نشرها.
الحقائق
مدخلات حيدر البرزنجي غير دقيقة، إذ وقع في خطأين:
قال البرزنجي: ما شفنا هيج حالات صار أكثر من سنة و6 أشهر. تقريبًا ما حصلت عدنا هيچ حالات.
التصريح غير دقيق، إذ أنّ أعمال العنف التي طالت المتظاهرين في ذي قار ليس الأولى خلال حكومة محمد شياع السوداني.
ففي شباط فبراير الماضي، تم تسجيل حالات عنف بحق الخريجين المطالبين بالتعيين أمام شركة نفط البصرة، وأظهرت مقاطع فيديو قيام قوات مكافحة الشغب بضرب المتظاهرين، بينهم نساء.1
وفي 27 آيارمايو الماضي، أي قبل أسبوع من الآن، سجل مكتب حقوق الإنسان في البصرة، عنفًا مفرطًا ضد المهندسين المتظاهرين، وخصوصًا مع النساء، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل.2
وأظهرت مقاطع فيديو استخدام قوات مكافحة الشغب الهراوات والعصي في تفريق المتظاهرين من أصحاب العقود 315 في البصرة، المطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم، إذ تجمع العشرات منهم أمام شركة مصافي الجنوب.3
وفي النجف، بتاريخ 12 آيارمايو الماضي، باشرت آليات البلدية بهدم عشرات المنازل المتجاوزة على أرض تابعة للدولة بين منطقة الغدير وشريط الحي العسكري شمال النجف منذ عام 2008، ورشق أهالي المنطقة آليات البلدية بالحجارة، وردت القوات الأمنية المرافقة لها بإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، فيما قام آخرون بتخريب أساسات المشروع الاستثماري تعبيرًا عن غضبهم.4
وفي ميسان، وثقت مقاطع فيديو قيام قوات مكافحة الشغب بالاعتداء على المتظاهرين أمام شركة نفط ميسان بالهراوات والعصي، في محاولة لفض التظاهرات بالقوة.5
وفي أول شهرين من حكومة السوداني، اندلعت تظاهرات كبيرة في الناصرية احتجاجًا على اعتقال ناشطين، وواجهتها قوات الأمن بالعنف ما أسفر عن مقتل متظاهرين اثنين، وإصابة نحو 20 آخرين6، فضلاً عن عشرات التظاهرات المشابهة في محافظات أخرى، والتي سجلت اعتداء وعنف مفرط بحق المتظاهرين.
قال البرزنجي: لا صحة لضرب النساء في تظاهرات الناصرية هذه مشاهد وصور من تظاهرات سابقة وأعيد نشرها.
التصريح غير دقيق، إذ أنّ تظاهرات موظفي عقود النفط أمام شركة نفط ذي قار أمس الأحد، سجلت اعتداء على النساء، وليس فقط على الرجال المتظاهرين، بحسب ما أظهرته مقاطع فيديو، فيما تم تداول صورة واحدة قديمة.
وتظهر مقاطع فيديو تحقق منها صحيح العراق، عناصر أمن وهم يقومون بضرب المتظاهرين المتعاقدين في شركة نفط ذي قار، وكان من بينهم نساء، وتوثق مشاهد إحدى السيدات المتظاهرات وعليها آثار دماء جراء تعرضها للضرب من قبل قوات الأمن.7
أما الصورة المتداولة بشكل واسع والمنسوبة إلى تظاهرات الناصرية، وهي لفتاة يحاول أحد عناصر مكافحة الشغب ضربها، فهي صورة قديمة تعود إلى عام 2010، لتظاهرة في المغرب وليست في العراق.8
قال الباحث حيدر الشمري، وهو رئيس مركز الحضارة للدراسات، في لقاء متلفز على قناة دقيقة 15 احنا صارلنا سنين طويلة نحتفل بأعياد الميلاد لولادة السيد المسيح وهم المسيحيين ما يتعدون 8 أو 7 من كل الشعب العراقي لا الشيعة معترضين ولا السنة معترضين.
الحقائق
أخطأ حيدر الشمري، في موردين، هما:
الأول: مقارنته بين إقرار عطلة عيد الغدير بالاحتفال في أعياد المسيحيين مضللة، لأن الثاني لا يتضمن عطلة رسمية لجميع العراقيين، وأما الاحتفال بعيد رأس السنة، فهو لا علاقة له بمكون ديني أو عرقي، لأنه بداية سنة جديدة رسمية لكل العراقيين.
الثاني: تقديره لنسبة المكون المسيحي في العراق، بـ78٪ حديث غير دقيق، لأن المسيحيين يشكلون 1 من عموم الشعب العراقي فقط.
ولم يشمل قانون العطل الرسمية، ميلاد السيد المسيح، وتقتصر العطلة على أبناء المكون المسيحي، ما عدا عامي 2018 و2021، التي منحت فيه الحكومة العطلة لجميع الدوائر الرسمية. 1
أما عيد رأس السنة الميلادية الذي يحتفل فيه جميع العراقيين، ويكون عطلة رسمية فإنه يعتبر بداية للعام الرسمي الجديد في العراق، ويقول مطران الأرمن الكاثوليك في الإسكندرية وسائر أفريقيا، أوغسطينوس كوسا، في هذا الصدد، بأنه أمر يتعلق بالتقويم أو الرزنامة التي اعتمدتها الدول حول العالم لأسباب إدارية، أما دينيًا فتحتفل الكنيسة بهذا اليوم لأنه عيد تسمية يسوع، وهذا العيد يكون مسبوقًا بيوم الميلاد أو الكريسماس في 25 كانون الأول ديسمبر لأنه يوم ميلاد السيد المسيح.2
يذكر أن العراق شهد تراجعًا كبيرًا في أعداد المسيحيين بعد عام 2003، حيث أصبحوا يشكلون 1 من مكونات الشعب العراقي بعد أن كانوا 4، وفقًا لبطريرك الكنيسة الكلدانية، لويس ساكو، ولم تصل نسبتهم إلى 7 أو 8٪ كما قال المتحدث.3
كما أكد ساكو، وجود مليون ونصف المليون مسيحي حتى 2003، أما الآن عدد المسيحيين الباقين في العراق يتراوح بين 300 و400 ألف فقط.4
بينما أوضحت مفوضية حقوق الإنسان في العراق بأن 250 ألف مسيحي فقط لا يزالون في البلاد من أصل 1.5 مليون كانوا متواجدين قبل عام 2003.5
يتزامن الادعاء مع تصويت مجلس النواب، أمس الأربعاء، على قانون العطل الرسمية، ومن ضمنها عطلة عيد الغدير، التي دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، البرلمان للتصويت عليها، حيث أثارت جدلًا واسعًا اختلفت إزاءه الآراء بين مؤيد ومعارض.6
قال النائب عن حركة العصائـ ـب علي تركي في تغريدة في منصة أكس تويتر سابقًا: سطرين من زيارة معتبره جيشت جيوش ومنصات شبيهه بمنصات الفتنة حقيقة لو جيشت عام 2014 لاستطاعت ان تحمي الارض والعرض ولما وصلنا الى مايقارب عشرة الاف طفل مجهول النسب حسب تقرير منظمات مختصة واعتراف وزارة الداخلية اغلبهم بمواصفات شيشانية.
الحقائق
التصريح مضلل، إذ تضمنت تغريدة النائب علي تركي 3 ادعاءات لا تسند إلى أي حقائق.
الادعاء الأول: ما يقارب 10 آلاف طفل مجهول النسب حسب تقرير منظمات مختصة.
التصريح مضلل، إذ لم تصدر أي منظمة دولية أو محلية إحصائية تحدد عدد الأطفال العراقيين الذي ينسبون إلى عناصر من تنظيم داعـ ش، بما فيها منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف، وهيئة رعاية الطفولة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.1
كما أنّ الدوائر العراقية المختصة لا تملك بيانات محددة عن عدد هؤلاء الأطفال، وفق ما أكّده مسؤول تنفيذي رفيع في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لـصحيح العراق، مبينًا أنّ تحديد أعداد هؤلاء الأطفال يتطلب إجراء إحصاء من قبل الجهات المختصة، وهو ما لم يتحقق على الإطلاق، لذا فإنّ أي أرقام بهذا الصدد تعتبر غير حقيقية وغير دقيقة.
وفي عام 2019، قدر تقرير صادر عن المجلس النرويجي للاجئين وجود 45 ألف طفل نازح في العراق لا يحملون وثائق رسمية، لكن هذه الأعداد لا تشمل الأطفال المنسوبين إلى تنظيم داعـ ش فقط، إذ أشار التقرير إلى أنّ التنظيم المتطرف عمد إلى مصادرة وثائق الكثير من هؤلاء الأطفال، وفقدها آخرون أثناء الهروب خلال الحرب، فيما صادرت القوات الأمنية العراقية وثائق أعداد أخرى.2
الادعاء الثاني: اعتراف وزارة الداخلية.
تصريح تركي عن اعتراف وزارة الداخلية بأعداد الأطفال مضلل، إذ لم تقر الوزارة بأي إحصائية حول أعداد الأطفال المنسوبين إلى عناصر تنظيم داعـ ش في العراق.
ويؤكّد ضابط مسؤول في وزارة الداخلية لـصحيح العراق، أنّ الوزارة لا تملك بيانات دقيقة عن عدد أطفال عناصر التنظيم مجهولي النسب، أو أعداد المنسوبين لعناصره بشكل عام، باستثناء الإحصائيات المتعلقة بمخيم الهول، والتي تشير إلى وجود نحو 26 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء.
الادعاء الثالث: أغلبهم بمواصفات شيشانية.
ادعاء تركي عن أصول معظم الأطفال المنسوبين إلى عناصر من تنظيم داعـ ش مضلل أيضًا، إذ لم تجر أي جهة مختصة اختبارات الحمض النووي على هؤلاء الأطفال، على الإطلاق.
فيما تشير المعلومات الرسمية إلى أن عدد الأطفال من الجنسية الشيشانية الذين عثر عليهم في العراق لا يتجاوز 6 أطفال، أعيدوا إلى بلادهم بين عامي 2017 2018.3
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحًا منسوبًا لرئيس مركز النبأ، المحلل السياسي هاشم الكندي، نصه: يجب تهديم تمثال أبو جعفر المنصور وتغيير اسم شارع الرشيد الى شارع الخميني.
الحقائق
الخبر مضلل، إذ أنّ الكندي لم يصرح بالنص المتداول حول هدم تمثال المنصور أو تغيير اسم شارع الرشيد، وحديثه كان في سياق رد على ضيف على صلة بالتيار الصدري، أثناء برنامج تلفزيوني.
من خلال البحث، نجد أن التصريح المتداول للمحلل هاشم الكندي، يعود إلى يوم 5 أيارمايو الجاري، أثناء حديث عبر برنامج القرار لكم، وجاء ردًا على تعليق المحلل عصام حسين، المقرب من التيار الصدري، وذي شبه حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بـ حكومة بني العباس.
ورد الكندي على تعليق حسين بما نصه: هذه حكومة بني العباس إذا كانت بلا مبادئ إحنا الآن نمجد بيها ومخلين إلها أبو جعفر رأس تمثال بالمنصور، ومخلين الها شارع الرشيد والمأمون والأمين وحتى زبيدة، فإذا كانت الحكومة حكومة بني العباس وسيئة وبلا مبادئ، فدعنا نذهب لنصحح القيم والمبادئ ونرفض وجود هذه المسميات في شوارعنا وفي مناطقنا. وإلا أن مخلي واحد قتل أئمتي وظلم الناس وبلا مبادئ ومسوين تمثال هكبر رأسه، وشوارع باسم زبيدة، ودون ذكر أي شيء عن شارع الرشيد بالتحديد، أو اقتراح اسم بديل بعينه.1
صحيح العراق تواصل مع الكندي أيضًا للتحقق أكثر، إذ قال الأخير إنّ التصريح المتداول هو تصريح كاذب، وجزء من حملة موجهة محملة بالاكاذيب، كما سبق أن نسبوا لي تصريحات أخرى لم أدل بها.
وأكّد الكندي، أنّ تصريحه من على قناة دجلة لم يكن بهذه الطريقة، بل كان في سياق الرد على الضيف، الذي يعتبر هذه الحكومة هي حكومة بني العباس.
وأضاف، أنّ تعليقه جاء بصيغة سؤال حول مقصد الضيف من وصف الحكومة بأنها حكومة بني العباس، إنّ كان شتيمة أم مدح؟ فإذا كانت شتيمة لماذا يصمت هذا الطرف السياسي الذي يصف الحكومة ببني العباس، ولا يطرح آراء مشابهة عن وجود مسميات خلفاء بني العباس وقياداتهم في بغداد، إذا كان يعتبرهم كذلك، مبينًا أنّ بعض الجهات تعمد إلى تزييف الحقائق وإطلاق الأكاذيب بعض الأحيان، واقتطاع نصف الحقيقة في أحيان أخرى.
في ذات الوقت، رفض الكندي إبداء رأيه الشخصي من وجود تمثال أبو جعفر المنصور وسط بغداد، وأسماء بعض الشوارع المرتبطة بخلفاء العصر العباسي، وقال لـ صحيح العراق، إنّه يفضل عدم التعليق الآن.
وعاد الجدل حول تمثال المنصور، إثر مطالبة صدرت عن منشد حركة عصـ ائب أهل الحـ ق مهدي العبودي، بإزالة تمثال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور2، تلتها دعوة مماثلة من المحلل السياسي جمعة العطواني، الذي اعتبر التمثال صنمًا جدليًا ويستفز بعض العراقيين3، الأمر الذي أثار حفيظة آخرين يرون في التمثال معلمًا مهمًا ورمزًا لشخصية أسست مدينة بغداد.
ويعتبر تمثال الخليفة أبي جعفر المنصور في بغداد، أحد أبرز معالم العاصمة التي بناها، فيما ترتبط دعوة إزالته بأسباب طائفية تثار سنويًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.4
وسبق أن شهدت العاصمة بغداد، عامي 2021 و2022، دعوات للتظاهر وهدم التمثال، قبل أن تتدخل القوات الأمنية وتنتشر لمنع هدمه.5
وشيد التمثال الواقع في منطقة تحمل اسم المنصور أيضًا، في جانب الكرخ من العاصمة العراقية، عام 1977، على يد النحات العراقي خالد الرحال، في عهد الرئيس أحمد حسن البكر، وبات من أشهر معالم المدينة.
والتمثال عبارة عن منحوتة من النحاس لرأس الخليفة العباسي موضوعة على قاعدة من الطابوق، تضم بابًا خشبية مزينة بالزخارف الإسلامية، ويقع في قلب ساحة صغيرة مدورة مزينة بالأشجار.6
يشار أيضًا إلى أنّ نعت حكومة السوداني بـ حكومة بني العباس، صدر عن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر سابقًا، عبر حساب وزير القائد محمد صالح العراقي.7